اعتبرت حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" الفلسطينيتين، اليوم الثلاثاء، أن عملية إطلاق النار وسط الضفة الغربية التي قتل فيها 4 إسرائيليين وأصيب 4 آخرون، تأتي "ردًا على عدوان الاحتلال الإسرائيلي".
وأفاد عبد اللطيف القانوع، الناطق باسم الحركة، في بيان، بأن "العملية البطولية تأتي ردًا على عدوان الاحتلال، أمس الإثنين، على مدينة جنين".
هجوم ردًا على عدوان جنين
وأضاف القانوع: "نبارك عملية إطلاق النار ونحيي المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية".
وقال القانوع في حديث إلى "العربي" إن عملية "عيلي" تؤكد قدرة المقاومة على ضرب الاحتلال.
وفي وقت سابق الثلاثاء، قتل 4 إسرائيليين وأصيب 4 آخرون، في عملية إطلاق نار بمستوطنة "عيلي" الواقعة ضمن مجلس إقليمي "بنيامين" جنوبي نابلس، حسب هيئة البث الإسرائيلية الرسمية.
وقد انتشرت فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر مشاهد اللحظات الأولى للعملية التي وُصفت بـ"السريعة والقاتلة".
ونعت حركة حماس منفذي العملية الشهيدان مهند شحادة وخالد صباح، وهما أسيران سابقان ينتميان لكتائب القسام.
وقالت "حماس" في بيان: "نزف إلى أبناء شعبنا الأبي وإلى أحرار أمتنا العربية والإسلامية الشهيد القسّامي المجاهد خالد مصطفى صباح (24 عامًا)، الذي لحق برفيق دربه الشهيد القسّامي مهند فالح شحادة، بعد أن نفذا عملية إطلاق نار بطولية جنوب نابلس عصر اليوم".
تغطية صحفية: "لحظة مشاركة خالد صباح بتنفيذ عــمــلــية مستوطنة (عيلي)، حيث نجح بالانسحاب لساعات وانتقل لمدينة أخرى، ثم اغتالته قوة خاصة إسرائيلية في طوباس". pic.twitter.com/gOyalX8O0M
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) June 20, 2023
وتأتي هذه التطورات، بعد اقتحام الجيش الإسرائيلي، الإثنين، مدينة جنين ومخيمها، شمالي الضفة، ما أسفر عن استشهاد 6 فلسطينيين وإصابة العشرات، حسب بيانات وزارة الصحة الفلسطينية.
كما تعرضت القوات الإسرائيلية خلال اقتحام جنين إلى إطلاق نار وعمليات تفجير أدت إلى إصابة 7 من عناصرها بجروح بين طفيفة ومتوسطة، حسب بيان للجيش.
بدوره، قال طارق سلمي، المتحدث باسم حركة "الجهاد الإسلامي": "نبارك العملية الفدائية بالضفة ونعتبرها ردًا طبيعيًا على جرائم الاحتلال المتصاعدة بحق الشعب الفلسطيني".
ولفت إلى أن "العملية الفدائية البطولية تندرج في سياق ممارسة الحق المشروع في الدفاع عن النفس".
مستوطنون يهاجمون فلسطينيين وممتلكاتهم
وبعد عملية إطلاق النار اليوم، هاجم مستوطنون إسرائيليون، فلسطينيين وسياراتهم في الضفة الغربية.
وترافق ذلك، مع إغلاق المستوطنين طرقات، كما عمدوا لرشق مركبات فلسطينية بالحجارة؛ مما أدى لتكسير نوافذ عدد منها.
كما أغلق هؤلاء المدخل الرئيس لمدينتي رام الله والبيرة (وسط)، وشارع يتسهار جنوبي نابلس (شمال)، وطريق قلقيلية نابلس (شمال).
وفي بلدة حوارة، هاجم مستوطنون الأهالي وسط إطلاق الرصاص الحي.
تزايد عنف المستوطنين
وقال شهود إن عشرات المستوطنين اقتحموا بلدة حوارة إلى الجنوب من نابلس، وسط إطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وأضرم المستوطنون أضرموا النار في مركبة وأشجار زيتون وممتلكات ورشقوا منازل فلسطينية بالحجارة.
مراسل "العربي" بدوره أفاد بأن مستوطنين هاجموا منازل فلسطينيين في قرية اللبن الشرقية بين رام الله ونابلس.
ومساء الثلاثاء، أكد عضو في لجنة تحقيق مستقلة بتفويض من الأمم المتحدة أن تزايد عنف المستوطنين اليهود في الضفة الغربية المحتلة "مصدر قلق كبير"، معلنًا عن خطط لإجراء مزيد من التحقيقات.
وقال ميلون كوثري عضو لجنة التحقيق المفوضة من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة: "نحن منزعجون جدًا لأن عنف المستوطنين ازداد بشكل كبير في الأشهر الماضية وصار... في الواقع وسيلة يتم من خلالها ضمان ضم (إسرائيل للمناطق)".
وألقت لجنة التحقيق كلمة أمام مجلس حقوق الإنسان ومقره جنيف في وقت سابق الثلاثاء، متهمة الحكومة الإسرائيلية بفرض قيود متزايدة على منظمات المجتمع المدني الفلسطينية.
