وسط ارتفاع حاد في إبحار قوارب المهاجرين من تونس، فُقد ما لا يقل عن 10 مهاجرين تونسيين، وتوفي آخر في غرق قارب قبالة سواحل تونس بعد أن تعطل، حينما كانوا يحاولون عبور البحر المتوسط إلى إيطاليا، حسبما أفاد مسؤول قضائي اليوم الأحد.
وأضاف القاضي فوزي المصمودي المتحدث باسم محكمة صفاقس لوكالة "رويترز"، أن قوات خفر السواحل أنقذت 11 مهاجرًا كانوا على متن المركب نفسه الذي انطلق من شواطئ جرجيس جنوب البلاد.
وترفع أحدث مأساة للمهاجرين عدد من لقوا حتفهم أو فقدوا قبالة السواحل التونسية إلى نحو 620 في النصف الأول من العام الجاري، في رقم لم يسبق له مثيل.
مصادر للتلفزيون العربي في صفاقس التونسية: مصرع شخص وفقدان 10 آخرين وإنقاذ 11 شخصاً بانقلاب قارب مهاجرين قبالة مدينة جرجيس، تفاصيل أكثر مع مراسلتنا من تونس أميرة مهذب@AmiraMhadheb @AlarabyTV pic.twitter.com/uVx5Di90Vm
— Farah Fawaz | فرح فواز (@FarahFawaz90) July 9, 2023
وكانت السلطات التونسية، أعلنت الشهر الماضي عن انتشال 3 جثث بينهم رضيعان، وفقدان 12 مهاجرًا، وإنقاذ 152 آخرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، إثر غرق 3 قوارب قبالة سواحل ولاية صفاقس جنوب البلاد.
وتواجه تونس أزمة هجرة غير مسبوقة، وقد حلت محل ليبيا كنقطة انطلاق رئيسية للفارين من الفقر والصراع في إفريقيا والشرق الأوسط سعيًا لحياة أفضل في أوروبا.
وقال المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وهو جماعة حقوقية، أمس السبت، إن عدد المتوفين والمفقودين في حوادث غرق قبالة السواحل التونسية وصل إلى 608، فيما أوقف خفر السواحل نحو 33 ألف شخص يحاولون الوصول لأوروبا في قوارب.
"الهجرة إلى إيطاليا"
ويتوافد على تونس الآلاف من المهاجرين القادمين من دول جنوب الصحراء والتي تمرّ بأزمات سياسية واقتصادية ونزاعات، ويتخذون من المحافظات الساحلية مستقرًا لهم، ويحاولون جمع المال ودفعه مقابل المشاركة في محاولات عبور غير نظامية على متن قوارب تقلّهم إلى السواحل الإيطالية بالدرجة الأولى.
وغالبًا ما تقوم قوات خفر السواحل بتوقيف هذه القوارب، أو تتدخل لنجدتها في حال حصول حوادث غرق في عرض البحر المتوسط.
وعرض الاتحاد الأوروبي في 11 يونيو/ حزيران الفائت دعمًا ماليًا بقيمة مليار دولار على تونس التي تواجه أزمة لتعزيز اقتصادها والحدّ من تدفق المهاجرين غير النظاميين عبر المتوسط.
وفي الفترة الأخيرة، شهدت تونس تصاعدًا لافتًا في وتيرة الهجرة غير النظامية إلى أوروبا، خصوصًا باتجاه سواحل إيطاليا، على وقع تداعيات الأزمات الاقتصادية والسياسية بالبلاد وعدد من دول المنطقة.
يذكر أن محاولات عبور المهاجرين الأفارقة من تونس تكثفت بعد تصريحات للرئيس قيس سعيّد في 21 فبراير/ شباط المنصرم، انتقد فيها الهجرة غير النظامية، واعتبرها تهديدًا ديموغرافيًا لبلاده.