يُشكّل فصل الصيف متنفّسًا للكثيرين حول العالم، الذين يستغلّون الإجازة للسفر بهدف السياحة والترفيه عن النفس. إلا أنّ متعة السفر التي ينطوي عليها، قد تسقط في بعض الأحيان أمام ما يسمّى بـ"اضطراب الرحلات الجوية الطويلة" (jet lag)، الذي يصيب بعض الناس.
فما هو هذا الاضطراب؟ وما الأسباب والدوافع التي قد تؤدّي للإصابة به؟
"اضطراب الرحلات الجوية الطويلة" أو "اضطراب توقيت السفر"، هو اضطراب نوم مؤقت يحدث عندما تسافر عبر مناطق زمنية متعددة، ما يتسبب في اضطراب بإيقاع الساعة البيولوجية للجسم، أي اضطراب إيقاعاتك اليومية للتزامن مع توقيتك المحلي.
وبما أنّه لا يمكن منع حدوث "اضطراب الرحلات الجوية الطويلة"، يمكنك اتخاذ بعض الخطوات لتقليل الأعراض الشديدة أو حتى منعها.
وفي معظم الحالات، يختفي "اضطراب الرحلات الجوية الطويلة" من تلقاء نفسه، ولكن إذا استمرت الأعراض أو كانت مزعجة، يجب استشارة الطبيب.
ما أعراض "اضطراب الرحلات الجوية الطويلة"؟
لا تختلف أعراض "اضطراب الرحلات الجوية الطويلة" من شخص لآخر فحسب، بل يمكن أن يُعاني الشخص نفسه من أعراض مختلفة بعد كل رحلة.
وتحدّد مجلة "هيلث" (health.com) أعراض "اضطراب الرحلات الجوية الطويلة"، بما يلي:
- مشاكل الجهاز الهضمي.
- قلة الشهية.
- القلق.
- الإجهاد
- الصداع.
- الاكتئاب.
- عدم القدرة على التركيز.
- المزاج الحاد.
- ضعف الأداء في المهام الجسدية أو العقلية.
- صعوبة في النوم.
- الاستيقاظ المبكر.
- النوم المتقطّع.
كيف نتعامل مع "اضطراب الرحلات الجوية الطويلة"؟
نظرًا لأن "اضطراب الرحلات الجوية الطويلة" هو حالة مؤقتة، فلا توجد علاجات طويلة الأمد له.
ومع ذلك، ثمّة بعض الطرق التي يمكنك من خلالها التعامل معه. إليكم أبرزها.
-
تناول مكملات النوم والأدوية
تشير كل من الأكاديمية الأميركية لطب النوم والمركز الوطني الأميركي للصحة التكميلية والتكاملية، إلى أنه يمكن استخدام "الميلاتونين" لتقليل أعراض "اضطراب الرحلات الجوية الطويلة". لكن الخبراء يحذرون من أن "الميلاتونين" قد لا يكون آمنًا عند دمجه مع بعض الأدوية الأخرى، لذلك من المهم التحدث إلى الطبيب الخاص بك أولًا.
ونصح الاختصاصي في أمراض الرئة والنوم الدكتور هادي جرداق، في حديث سابق لـ"العربي"، بتناول الحبوب التي تحتوي على "الميلاتونين" والتي تفيد في بعض الحالات فقط، أي عند السفر الطويل حيث يختلف التوقيت بشكل كبير حيث يمكن استهلاكها ليومين أو ثلاثة.
وأوضح أنّ أفضل السبل لتحسين النوم: اتباع روتين محدد فيه وقت النوم والاستيقاظ، والابتعاد عن الكافيين والمنبهات في فترة المساء.
والخيار الثاني هو "روزيريم" (Rozerem) أو (ramelteon)، وهو علاج معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأميركية للأرق. وهو يعمل بشكل مشابه لمادة الميلاتونين الضرورية للنوم.
-
استخدام الضوء للتكيّف
أحد أسباب حدوث اضطراب الرحلات الجوية الطويلة هو أن تعرّضك للضوء يتغير عندما تسافر عبر مناطق زمنية مختلفة، وهو ما يؤثر على ساعتك البيولوجية.
وينصح بعض العلماء بالتعرّض لضوء الشمس لتحفيز جسمك على التكيّف مع وجهة سفرك.
-
التمارين الرياضية
قد تكون ممارسة الرياضة آخر ما يدور في ذهنك بعد رحلة طويلة، لكن الباحثين يعتقدون أن ممارسة الرياضة في أوقات معينة من اليوم بمجرد وصولك إلى وجهتك، يمكن أن تغير إيقاعاتك اليومية للأفضل.
ولذلك، حاول الذهاب في نزهة على الأقدام أو التخطيط لنشاط رياضي.
كيف نتفادى "اضطراب الرحلات الجوية الطويلة"؟
فيما يلي بعض الطرق المدعومة علميًا للوقاية من اضطراب الرحلات الجوية الطويلة:
-
غيّر جدول نومك قبل السفر
قبل أيام قليلة من سفرك، بدّل موعد نومك شيئًا فشيئًا أقرب إلى الجدول الزمني لوجهتك.
على سبيل المثال، قبل السفر شرقًا، اذهب إلى الفراش قبل نصف ساعة من المعتاد لعدة ليال.
أما إذا كنت تسافر غربًا، فابق مستيقظًا نصف ساعة إضافية في عدة ليالٍ متتالية.
-
اعتمد وقت النوم الجديد على الفور
بمجرد وصولك إلى وجهتك، بدّل وقت نومك إلى المنطقة الزمنية الجديدة.
وحتى لو شعرت بالرغبة بأخذ قيلولة، لا تذهب إلى الفراش حتى يحين موعد النوم في منطقتك الزمنية الجديدة.
-
حافظ على رطوبة جسمك أثناء السفر
جفاف الجسم قد يؤدي إلى تفاقم أعراض "اضطراب الرحلات الجوية الطويلة".
لذلك ينصح الأطباء بشرب الكثير من السوائل قبل رحلتك وأثناءها وبعدها.
لكن حاول تجنب الكافيين والكحول اللذين يؤثران على نومك.
-
انتبه لتوقيت تناول الأكل وحجم الوجبة
عندما يصاب الناس باضطراب الرحلات الجوية الطويلة، قد يعانون في بعض الأحيان من مشاكل في الجهاز الهضمي.
لذلك، من الأنسب، تناول وجبات أصغر قبل وأثناء الرحلة لتقليل أعراض الجهاز الهضمي، وتأخير موعد تناول الطعام.
-
استخدم تطبيقات الهاتف المحمول
هناك عدد من التطبيقات المصمّمة لتقديم نصائح مخصصة حول كيفية إدارة أعراض "اضطراب الرحلات الجوية الطويلة".
على سبيل المثال، يوفّر تطبيق "Timeshifter" نصائح حول وقت استخدام الكافيين، والضوء، والميلاتونين، والنوم لمساعدتك على التكيّف مع وجهتك الجديدة.