دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس الثلاثاء، الدول الأعضاء إلى وضع ضوابط لإبقاء الذكاء الاصطناعي تحت السيطرة، منبهًا من أن هذه التقنية قد تشكل خطرًا على السلم والأمن الدوليين.
وقال غوتيريش في جلسة هي الأولى التي يخصّصها مجلس الأمن للبحث في مسألة الذكاء الاصطناعي: "من الجلي أن الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير على جميع مناحي الحياة".
وبينما رأى أن "الذكاء الاصطناعي التوليدي لديه إمكانيات هائلة للخير والشر"، أشار إلى أن التقنية قادرة على المساعدة في وضع حد للفقر أو علاج السرطان، لكن قد تكون لها "عواقب خطيرة جدًا على السلام والأمن الدوليين".
"وثيقة ملزمة قانونيًا"
ودعا غوتيريش الدول الأعضاء إلى إعداد وثيقة ملزمة قانونيًا بحلول عام 2026 "لحظر استخدام الأسلحة الذاتية المميتة".
وتحدث عن إمكان استخدام الذكاء الاصطناعي في "التعرّف على أنماط العنف ومراقبة وقف إطلاق النار، وتعزيز جهود حفظ السلام والوساطة والجهود الإنسانية".
لكن من جهة أخرى، "الاستخدامات الضارة لأنظمة الذكاء الاصطناعي لأغراض إرهابية أو إجرامية أو لصالح دولة، يمكن أن تتسبب في مستويات مرعبة من الموت والدمار وتفشي الصدمات والضرر النفسي العميق على نطاق يفوق التصور"، بحسب غوتيريش.
وشدّد على أن التفاعل بين الذكاء الاصطناعي والأسلحة النووية والتكنولوجيا البيولوجية والتكنولوجيا العصبية وتكنولوجيا الروبوتات، هو "أمر مقلق للغاية".
وحضّ على "الاتفاق على المبدأ العام ومفاده أن الفاعلية والسيطرة البشرية ضرورية في ما يتعلّق بالأسلحة النووية ولا ينبغي سحبها إطلاقًا"، داعيًا إلى إنشاء مجموعة عمل تكلف إعداد تقرير بحلول نهاية العام عن خيارات الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي.
#غوتيريش يحذر مجددا من مخاطر الذكاء الاصطناعي على البشرية ويدعو لإنشاء هيئة دولية تنظم عمله تقرير: نبيل أبي صعب pic.twitter.com/jTl97abqRu
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 19, 2023
وجدد التأكيد على دعمه إنشاء كيان أممي لمؤازرة جهود حوكمة استخدام الذكاء الاصطناعي؛ على غرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو منظمة الطيران المدني الدولي.
وللمرة الأولى يطرح ملف الذكاء الاصطناعي من منظور الأمن والسلم الدوليين أمام مجلس الأمن، حيث تعد أوجه التهديد الأمني الذي تشكله هذه التقنية على المستويين الوطني والدولي أكثر من أن تحصى، والأخطر أنه ما يزال في المرحلة الأولى من تطوره الذي يتوقَع أن يشهد تسارعًا كبيرًا في السنوات المقبلة، وفق تقييم الأمم المتحدة.
ورغم قيادة القطاع الخاص لتقنيات الذكاء الاصطناعي، إلا أن جلسة مجلس الأمن شهدت دعوات عدة لضرورة عدم ترك هذا القطاع متحكمًا بمدى تأثير الذكاء الاصطناعي على النسيج الاجتماعي وكل ما يتعلق بالأمن السيبراني وأمن البنية التحتية.
وتدرس الحكومات في جميع أنحاء العالم كيفية التخفيف من مخاطر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الناشئة، والتي يمكن أن تعيد تشكيل الاقتصاد العالمي وتغير مشهد الأمن الدولي.