السبت 9 نوفمبر / November 2024

اتفاق الحبوب.. ما دلالات الاتهامات المتبادلة حول مسؤولية تعثر تجديده؟

اتفاق الحبوب.. ما دلالات الاتهامات المتبادلة حول مسؤولية تعثر تجديده؟

شارك القصة

برنامج "للخبر بقية" يناقش دلالات الاتهامات المتبادلة بين روسيا والغرب بشأن المسؤولية عن تعثر تجديد اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود (الصورة: رويترز)
أعرب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل عن اعتقاده بأن موسكو هي المسؤولة عن أزمة إمدادات غذائية عالمية.

تبادلت روسيا والغرب الاتهامات بشأن المسؤولية عن تعثّر تجديد اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود.

وجاء ذلك عقب أيام قليلة من إعلان موسكو تعليق العمل بالاتفاق بسبب عدم تنفيذ الشق الروسي منه، وفق قولها.

وأعرب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن اعتقاده بأن موسكو هي المسؤولة عن أزمة إمدادات غذاء عالمية كبيرة.

كما اتهمها بتعمد مهاجمة منشآت تخزين الحبوب الأوكرانية في مدينة أوديسا الساحلية جنوبي أوكرانيا.

"تحريف اتفاق الحبوب"

وأعقبت اتهامات بوريل تصريحات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتهم خلالها الغرب بتحريف اتفاق الحبوب في البحر الأسود لتحقيق مصالحه الخاصة.

وتُرجمت الخلافات السياسية بشأن تمديد اتفاق الحبوب فورًا إلى لغة تهديد ووعيد بين روسيا وأوكرانيا. 

فقد أعلنت كييف أنها ستعتبر أي سفينة في البحر الأسود متجهة إلى موانئ روسية أو إلى أراضٍ أوكرانية تحتلها روسيا سفنًا عسكرية محتملة بدءًا من الجمعة.

وجاء ذلك ردًا على قرار مماثل اتخذته موسكو ويقضي باعتبار جميع السفن المتجهة إلى الموانئ الأوكرانية ناقلات محتملة لشحنات عسكرية، وذلك بعد اقتراح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مواصلة تطبيق الاتفاق بدون روسيا وبضمانة من بلاده ومن الأمم المتحدة وتركيا.

في خضم ذلك، أعلنت وزارة الدفاع التركية أن الفريق الروسي قد غادر بالفعل مركز اسطنبول لتصدير الحبوب بعد تعليق الاتفاق. وأشارت إلى أن أنقرة ستبقي رغم ذلك على المركز قائمًا.

غير أن التداعيات الميدانية والسياسية لتعليق العمل باتفاق تصدير الحبوب قد تكون أخف وطأة من التداعيات الاقتصادية بل والإنسانية.

وكشفت أرقام عن ارتفاع أسعار القمح بنسبة 12% منذ إعلان تعليق العمل بالاتفاق، وهو ما حذر منه صندوق النقد الدولي، الذي قال إن وقف الاتفاق سيفاقم أزمة الأمن الغذائي العالمي ويهدد بزيادة أسعار الغذاء.

"لا داعي لشيطنة روسيا"

ويرى الكاتب الصحافي رولاند بيغاموف، أن لدى روسيا الأساس لتبرر نفسها، لأنه لم يتم حتى الآن تنفيذ المذكرة التي وقعتها موسكو مع الأمم المتحدة، وهي جزء من اتفاقية الحبوب.

ويذكر في حديثه إلى "العربي" من موسكو، بأن حصة روسيا في الصادرات الزراعية إلى العالم أكبر من حصة أوكرانيا بضعفين.

ويقول: إن "على من يفكرون في العالم والمجاعة وحل مشاكل الدول الفقيرة أن يكونوا منصفين مع أنفسهم".

ويرى أن ما يحل المشكلة هو تنفيذ المذكرة بين روسيا والأمم المتحدة، إذ ستعود موسكو بعد ذلك بكل بساطة إلى الاتفاق.

ويؤكد أن "لا داعي لشيطنة روسيا"، مشيرًا إلى أن الوضع الآن يشبه الوضع مع اتفاقية "مينسك 2" التي لم يتم تنفيذها.

"تحاول دفع الغرب لإزالة العقوبات"

من ناحيته، يعتبر أستاذ الدراسات الأوروبية بجامعة ستانفورد أولريش بروكنر أن الوضع بسيط للغاية، فروسيا هي الدولة التي اجتاحت أوكرانيا وتجاهلت الضمانات الأمنية.

وبينما يشير في حديثه إلى "العربي" من برلين، إلى أن جزءًا كبيرًا من الحبوب تذهب إلى أوروبا بموجب عقود طويلة الأمد بين الطرفين، ينفي أن يكون ذلك هو المشكلة بالنسبة لعالم الجنوب والدول الفقيرة.

ويؤكد أن عالم الجنوب يتأثر بسبب انعدام الأمان الذي يأتي من إلغاء روسيا لهذا الاتفاق، وهو ما يحمل تأثيرًا سلبيًا على أسعار الأغذية، مذكرًا بأن الأسعار المرتفعة تسبب المجاعة والفقر والمشاكل في دول الجنوب.

ويلفت إلى أن مصلحة روسيا تقضي بربط اتفاق الحبوب بالعقوبات الغربية، التي تحاول دفع الغرب لإزالتها.

"أنقرة متحمسة لاستمرار الاتفاقية"

بدوره، يشير الأكاديمي والباحث السياسي جاهد طوز إلى أن الأمم المتحدة وتركيا وحتى أوكرانيا التزمت بكل شروط ما وصفه بـ"المشروع العالمي".

ويرى في حديثه إلى "العربي" من أنقرة، أن القرار الذي اتخذته روسيا يعد فتح حرب ضد العالم كله، مذكرًا بأن الموضوع يتعلق بالأمور الإنسانية أيضًا.

ويؤكد أن تركيا بذلت إلى حد الآن جهدًا كبيرًا في موضوع اتفاق الحبوب، ويقول إنها "كانت عاملًا أساسيًا لاستمرار الاتفاقية حتى اليوم".

وبينما يردف بأنها تحملت مسؤولية إلى جانب روسيا والأمم المتحدة وحتى أوكرانيا، يلفت إلى أن الضمانات التركية مستمرة وأن أنقرة متحمسة لاستمرار الاتفاقية.

ويشير إلى ارتباط قرار روسيا تجاه أنقرة بزيارة زيلينسكي إلى تركيا وعودته مع بعض الضباط الأوكرانيين، لكنه يقول: إن روسيا تبدو كأنها تبحث عن حجة ولا تريد السلام والاستقرار في المنطقة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close