في مدينة سُميت بـ"المحروسة" منذ آلاف السنين، ظل مقهى "طونطوفيل" حارسًا لأحلام النخبة الجزائرية وشجونها منذ تشييده عام 1870.
وبداخل هذه المساحة تتناقض الأفكار وتتلاقى في جو من السكون والألفة وهدوء يظهر على تفاصيل وجوه الجالسين من أهل الفن والثقافة والسياسة والفكر. وفي وسط هذا المجال يبدو أن لكل واحد منهم بحر يهيم به داخل حيز مكاني واحد.
ويقول مالك المقهي عبد الحفيظ بوشوشي إنه وفي كل مدينة وعاصمة من البلدان المختلفة يوجد مسرح أو مقهى يقيم الناس معه علاقة، ويأتون إليه عبر مواعيد يحددونها بينهم، مشيرًا إلى أن هذا المقهى واحدًا منها.
مساحة للنقاش والإنتاج الفكري
أما عبد الرحمن كحلان فهو فنان تشكيلي يرفض أن يتناول قهوته بعيدًا عن مقهى "طونطوفيل"، حيث يدرك جيدًا أن سطوة الأمكنة تزيده إلهامًا ونشوة.
ويقول إن كبار الفنانين والشخصيات قد مرت على هذا المكان ويعرفهم ومنهم محمد وناس.
وقد رمم المقهى مرتين لكنه نجح في الحفاظ على هويته المعمارية الباريسية. وعلى مر السنين بقي يسكن الذاكرة الجزائرية باعتباره أحد أبرز الأمكنة التي تصنع المحتوى الفكري.
