الأحد 29 Sep / September 2024

ميدان مشتعل ووساطات معطلة.. هل باتت الدبلوماسية عاجزة عن وقف حرب السودان؟

ميدان مشتعل ووساطات معطلة.. هل باتت الدبلوماسية عاجزة عن وقف حرب السودان؟

شارك القصة

فقرة ضمن "الأخيرة" تواكب التطورات الميدانية في السودان وتناقش الجهود الدبلوماسية لوقف الحرب (الصورة: غيتي)
يبدو مستقبل الأزمة في السودان ضبابيًا في ظل تواصل المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، مع عدم قدرة الوساطات على تثبيت الهدوء.

أعلن مطار الخرطوم الدولي في بيان صدر خلال ساعة متأخرة من مساء أمس الأحد، أن سلطة الطيران المدني السودانية قررت تمديد إغلاق المجال الجوي أمام حركة الطيران حتى 15 أغسطس/ آب الجاري.

واستثنى البيان "رحلات المساعدات الإنسانية ورحلات الإجلاء" بعد الحصول على تصريح من الجهات المختصة.

ويتم تجديد قرار إغلاق المجال الجوي السوداني أمام  أمام حركة الطيران منذ اندلاع الصراع العسكري بين جيش البلاد بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، بقيادة محمد دقلو "حميدتي"، في منتصف أبريل/ نيسان الماضي.

نيران المعارك 

وأسفرت المعارك حتى الآن عن ما يقرب من 4000 قتيل جلهم من المدنيين، ودفعت نحو 3,5 ملايين شخص للنزوح، حيث غادر أكثر من 700 ألف منهم إلى خارج البلاد وخصوصًا إلى دول الجوار.

وتستخدم المقاتلات الحربية في المعارك التي وقع أشدها في مدينة الخرطوم بحري حيث قصفت طائرات الجيش مواقع تابعة لقوات الدعم. وفي أم درمان اندلعت المعارك في الأحياء والسوق، حيث علق الآلاف من المدنيين في تلك المناطق، التي عمد الجيش إلى تمشيطها يوم أمس، كذلك نزح المئات من سكان حي جبرة جنوبي الخرطوم الأحد، بسبب احتدام القتال

وكانت مجموعات من قوات الدعم السريع أعلنت انضمامها لقوات الجيش التي بدورها رحبت بانضمام هؤلاء الجنود لصفوفها. 

الجهود الدبلوماسية

وتأتي تلك التطورات الميدانية، في ظل استمرار السعودية في بذل الجهود لحل النزاع بين الطرفين، حيث جدد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، خلال اتصال له مع البرهان، دعوة الرياض للتهدئة، وتغليب المصلحة الوطنية، ووقف كافة أشكال التصعيد العسكري. 

وفي إطار الجهود الدبلوماسية الدولية لوقف القتال، أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اتصالًا برئيس الوزراء الكيني ويليام روتو، حيث أشاد بدور كينيا في معالجة النزاعات الإقليمية، بما فيها الحرب السودانية بحسب تغريدة على حساب الوزير الأميركي.

وحول تحفظ الجيش السوداني على الدور الكيني، رأى عبد المطلب صديق مكي، الأستاذ بقسم الإعلام في جامعة قطر، أن الاتصال بين البرهان وبن فرحان، جاء من الأول، وهو ما يعني أن قيادة الجيش السودانية أرادت أن تبعث برسالة للوسطاء أن التدخل الكيني غير مرغوب فيه. 

الدور الكيني

وذكر مكي، في حديث إلى "العربي" من الدوحة بأن الرئيس الكيني سبق له واتصل بالبرهان، الذي رفض بدوره وساطته، لاسيما مبادرة قيادة كينيا لإرسال قوات حفظ سلام من شرق إفريقيا إلى السودان.

وأشار مكي إلى أن قيادة الجيش السوداني، تشدد على أن الانتهاكات التي تقوم بها قوات الدعم السريع تعد بمثابة حجر عثرة أساسي في المفاوضات القائمة حول وقف إطلاق النار، منذ بداية الوساطة السعودية الأميركية. موضحًا أن ثمة أطرافًا في قيادة الجيش ترفض إجراء أي نوع من المحادثات في جدة على حساب الضحايا الذين سقطوا خلال الحرب. 

واعتبر مكي أن موقف تلك الأطراف في قيادة الجيش، جاء جراء سقوط العديد من القيادات المؤثرة، والرموز خلال المعارك، وفق تعبيره، لافتًا إلى أن هذا الأمر لا يعني أن التصعيد العسكري الحالي، يرمي لتحقيق تقدم حاسم يمكّن الجيش من مسار مفاوضات أكثر متانة، لاسيما أن رسالة الوزير السعودي أكدت الموقف الأميركي حول ضرورة فتح المسارات الإنسانية، ووقف القتال. 

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close