الإثنين 16 Sep / September 2024

قاوم بعناد تقلبات التاريخ.. قصر الحمراء في غرناطة شاهد على ماضي العرب

قاوم بعناد تقلبات التاريخ.. قصر الحمراء في غرناطة شاهد على ماضي العرب

شارك القصة

حلقة أرشيفية من "الجار الغريب" تسلط الضوء على قصر الحمراء (الصورة: موقع اليونسكو)
أُدرج قصر الحمراء في العام 1984 على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، ويتوافد إليه العرب ليعاينوا مكانًا كان جزءًا من حضارتهم منذ زمن بعيد.

تحافظ مدينة غرناطة الإسبانية على عبق من سالف زمان تتراءى ظلاله بين الأزقة وعلى الجدران، فيما تلوّن أشعة الشمس حجارة قصر الحمراء الشاهد الأبرز على حقبة حكم العرب والمسلمين لبلاد الأندلس. 

فإقليم الأندلس الواقع جنوبي إسبانيا، التاريخ فيه رواية تُحكى وتُسمع وتُرى، ذلك لأن معالمه شواهد وحاضره امتداد لماضيه، وزواره يجتازون المسافات للوقوف بين زمنين في مكان واحد. 

جزء من حضارة العرب

مدينة غرناطة التي عُدت عاصمة دولة بني الأحمر أو بني نصر، شُيد فيها قصر الحمراء على إحدى التلال ليمتد على مساحة 142 ألف متر مربع.

المعلم الشهير الذي أُدرج عام 1984 على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، يتوافد إليه العرب ليعاينوا مكانًا كان جزءًا من حضارتهم منذ زمن بعيد.

فقد قاوم قصر الحمراء بعناد تقلبات التاريخ، وأبقى على ملامح العشق العربي للفن والمعمار والشعر. 

جدرانه كما باحاته وقاعاته وحدائقه كلها مساحات تعبّر عن الرقي الحضاري والإنساني، بخطوط ورسوم ونقوش كأنما هندستها جاءت لا لتشكل فسحة من الإبداع تبهر الأعين فحسب، بل ذكرى وعبرة لأجيال ستعبر بين ردهة وأخرى في التالي من القرون.

ولعل إحدى أبرز العبارات التي نُقشت لتبقى ويقرأها الملايين فيما بعد: "لا غالب إلا الله"، التي يُقال إن بني نصر اتخذوا منها شعارًا لفترة حكمهم. 

أين بُني قصر الحمراء؟ 

في إطلالة أرشيفية عبر برنامج "الجار الغريب" في حلقة عن قصر الحمراء، يوضح الباحث الموريتاني في جامعة غرناطة للترجمة شيخنا بابا أن قصر الحمراء يُعد من أهم المعالم التاريخية على الإطلاق في العالم.

المكان تأسّس على يد المسلمين، وتحديدًا بني نصر الذين حكموا غرناطة، بين ثلاثينيات القرن الثالث عشر وحتى تسعينيات القرن الخامس عشر للميلاد.

ويقول الباحث الموريتاني إن اختيار موقع القصر ارتكز على الكثير من الدقة والتقنيات، فقد بُني على صخرة واحدة متماسكة، لأن المدينة عرضة للزلازل.

ويتكوّن قصر الحمراء من 3 أجزاء، هي قصر جنّة العريف أو القصر الصيفي، القصور الناصرية وهي الجانب الإداري داخل القصر، والقصبة أي القلعة العسكرية.

إلى ذلك، تُعد النافورة المبنية من الرخام الأبيض وسط "باحة الأسود" التي صممها السلطان محمد الخامس في القرن الرابع عشر من أبرز معالم قصر الحمراء. 

ويقول مدير القصر ريينالدو فرنانديز إن الأسود الإثني عشر التي يخرج الماء من فمها "جاءت لترمز إلى القبائل الإثني عشر التي كانت موجودة في مملكة غرناطة". 

ويبلغ وزن كل تمثال من تماثيل الأسود التي وُزعت بشكل دائري عند قاعدة النافورة حوالي 300 كيلوغرام.

من حول تلك التماثيل أعمدة وقناطر، وردهات واسعة وأخرى ضيقة يمر من بينها نسيم خفيف، وطيف حكام وسلاطين، وذكرى مزيج من انتصارات وهزائم. 

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close