تعتزم إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الثلاثاء، الإعلان عن مساعدات أسلحة جديدة لأوكرانيا بقيمة 200 مليون دولار، بحسب ما كشف مسؤولون أميركيون لوكالة "رويترز".
يأتي ذلك في وقت تتكثف الهجمات الروسية، مع تأكيد موسكو الإثنين، أنها تقدّمت نحو مدينة كوبيانسك في شرق أوكرانيا على بُعد 150 كيلومترًا شمال بوكروفسك، في منطقة استعادتها القوات الأوكرانية في سبتمبر/ أيلول الماضي وتواجه هجوما روسيا منذ أسابيع عدة.
وفي سياق الهجمات الروسية أيضًا، قُتل ثمانية أشخاص على الأقل الإثنين بإطلاق صاروخين روسيين على مبنى في بوكروفسك بشرق أوكرانيا حيث يؤكد الجيش الروسي أنه يحقق مكاسب ميدانية في الأيام الأخيرة.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال في وقت سابق إن روسيا ضربت "مبنى سكنيًا عاديًا". وأضاف عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا): "لقد أُطلِق صاروخان. أصيب مبنى سكني عادي. للأسف ثمة ضحايا. المسعفون (...) في الموقع. إنقاذ الناس مستمر".
ونشر الرئيس الأوكراني مقطعًا مصوّرًا يُظهر أشخاصًا يُزيلون الأنقاض من مبنى مكون من خمس طبقات، يعود تاريخه إلى الحقبة السوفيتية وقد تهدمت طبقته العلوية جراء الضربة. وكان عدد سكان بوكروفسك 60 ألفًا قبل الحرب.
كذلك، أبلغت السلطات العسكرية في منطقة خاركيف بشمال شرق أوكرانيا عن مقتل مدنيَّين، هما رجل وامرأة، في غارة روسية مساء الإثنين على قرية كروغلياكيفكا، حيث كان قصف قد أدى إلى مقتل رجلين في اليوم السابق.
مساعدات أميركية جديدة لكييف
بالنسبة إلى المساعدات الأميركية الجديدة لكييف، فقد ذكرت وكالة رويترز أنّها تضمّ عناصر مثل معدات إزالة الألغام وأسلحة مضادة للدبابات، وبنادق، وذخيرة، وطائرات اعتراضية للدفاع الجوي من إنتاج "لوكهيد مارتن" لمنظومة "باتريوت"، وصواريخ، ومعدات أخرى.
يأتي ذلك، في إطار البدء في توزيع تمويلات بقيمة 6.2 مليار دولار اكتشفت بعد خطأ محاسبي لوزارة الدفاع (البنتاغون)، بالغ في تقدير مساعدات لأوكرانيا بالمليارات.
وكان "البنتاغون" قد كشف في مايو/ أيار المنصرم، أنه خصص عن طريق الخطأ قيمة أعلى من المطلوب للأسلحة التي ترسلها الولايات المتحدة إلى كييف، عندما استخدم الموظفون قيمة غير مناسبة في تصنيف ذخيرة وصواريخ ومعدات أخرى بالمليارات يتم إرسالها إلى أوكرانيا.
وجاء الخطأ المحاسبي في مصلحة كييف، لأنه يمكّن الآن من إرسال المزيد من المعدات لها لدعمها في معاركها الدائرة ضد القوات الروسية.
في هذا الصدد، يشرح المسؤولون الأميركيون أنه من الضروري البدء في استخدام هذه التمويلات المكتشفة لأنها تمثل آخر مبلغ من 25.5 مليار دولار سمح بها الكونغرس سابقًا في إطار سلطة السحب الرئاسي، والتي يمكن للإدارة استخدامها لإرسال أسلحة من المخزونات الأميركية في حالة الطوارئ.
كما كشف المسؤولون الأميركيون أن واشنطن تعمل حاليًا على طلب ميزانية تكميلية للاستمرار في مساعدة كييف، فيما سيمثل الإعلان المتوقع اليوم الثلاثاء، الشريحة الأولى من مبلغ 6.2 مليار دولار المفاجئة التي سبقت الموافقة عليها في إطار سلطة السحب الرئاسي.
وكان الرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي قد أكّد أن بلاده تحقق "نتائج كبيرة"، بفضل أنظمة الدفاع الجوي الأميركية والألمانية التي زوّدت بها بلاده، مضيفًا أن معظم الصواريخ الروسية والطائرات بدون طيار يتم إسقاطها.
روسيا تكثّف هجماتها
وبالفعل، تحتاج أوكرانيا إلى أسلحة يمكن إرسالها من المخزونات الأميركية في غضون أيام أو أسابيع حتى تتمكن من مواصلة معركتها لصد الهجوم العسكري الروسي، وفي وقت تحتدم فيه المعارك مع القوات الروسية وتتوسع في عدة محاور.
فقد أعلن مسؤولون في أوكرانيا مقتل امرأة يوم أمس، عندما قصفت القوات الروسية مدينة خيرسون جنوبي أوكرانيا، كما قتل شخصان آخران قي قصفٍ روسي لمناطق حدودية بخاركيف الواقعة في شمال شرق البلاد.
هذا وتحدث الجيش الأوكراني عن زيادة الهجمات الروسية على منطقة خاركيف في الأيام الأخيرة، كما أعلن عن اندلاع 50 اشتباكًا مع القوات الروسية على جبهات عدة خلال اليومين الأخيرين.
وأضاف الجيش الأوكراني أن القوات الروسية شنّت 75 هجومًا صاروخيًا و52 ضربةً جويةً، على مواقع عسكرية ومناطق مأهولة بالسكان
في هذا الصدد، نقل مراسل "العربي" من كييف محمد زاوي أن زيلينسكي ناقش أمس الإثنين القدرات والاحتياجات العسكرية العامة للجيش الأوكراني على مختلف الجبهات، خلال اجتماع القيادة العسكرية العليا للبلاد.
فقد بحث الرئيس الأوكراني مع عدد من القادة العسكريين، الوضع على خطوط الجبهة في المنطقتين الشرقية والجنوبية، على ضوء احتياجات الجيش الأوكراني للذخيرة والمعدات العسكرية، وفق زاوي.
رضا أوكراني عن قمة جدة
سياسيًا، أكدت أوكرانيا أمس الإثنين أنها "راضية" عن القمة التي عقدت في السعودية نهاية الأسبوع الفائت، للبحث في تسوية سلمية لوضع حد للحرب.
فقد صرح رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية أندريه يرماك قائلًا: "نحن راضون عن نتائج القمة.. اللقاء في السعودية هو بروفة لعالم لا مكان فيه لعدوان شرس تشنّه روسيا".
كما كشف يرماك أنه تم الاتفاق على عقد اجتماع جديد "لكن لم تحدد أي مواعيد"، مشيرًا إلى "مشاركة مزيد من البلدان"، ومشدّدا على أن الموفد الصيني كان "حاضرًا في كل الأحداث".
ونبه رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية من وجوب ألا يتقرر شيء بشأن أوكرانيا من دون علمها وموافقتها.
يذكر أن قمة جدّة حول أوكرانيا التي لم تُدعَ إليها موسكو، ضمّت نحو 40 بلدًا من بينها الصين، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والمفوضية الأوروبية، والهند، والبرازيل.
وكانت موسكو قد شدّدت في وقت سابق على أن استسلام كييف وحده كفيل بوضع حد للهجوم الروسي في أوكرانيا.