بينما تتفاوت أسباب القلق بين الأشخاص، من حدث مهم إلى مشادة مع شخص مقرّب، تُعَدّ "قاعدة الخطوات الثلاث" إحدى أفضل طرق المعالجة عندما تبدأ الأفكار المُقلقة بالتسلّل إلى الداخل، بحسب المتخصّصين.
وتصف الجمعية الأميركية لعلم النفس (APA) القلق بأنه "عاطفة تتميّز بمشاعر التوتر والأفكار المقلقة والتغيرات الجسدية مثل ارتفاع ضغط الدم"، علمًا أن "الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق عادة ما يكون لديهم أفكار أو مخاوف تطفلية متكررة".
وعادة ما يتجنّب بعض الناس مواقف معينة بسبب القلق، مع ما يرافقها من أعراض جسدية مثل التعرّق أو الارتعاش أو الدوخة أو تسارع ضربات القلب، بحيث يبدو وكأن العالم كله سيخرج عن السيطرة في أي لحظة.
ويكون القلق مرضيًا عندما يصبح غير مُبرّر مع انعدام الأسباب لذلك، "حيث يُصبح المصاب في حالة تأهب داخلي دون وجود أي محفّز خارجي"، بحسب ما تقول المختصّة النفسية سندس دحادحة، في حديث سابق إلى "العربي".
من جهته، يقول المعهد الوطني للصحة العقلية (NIMH) إن الرعاية الذاتية، أي القيام بأشياء تساعدك على العيش بشكل جيد وتعمل على تحسين الصحة الجسدية والعقلية، هي جزء من رعاية الصحة العقلية الوقائية، على غرار ممارسة الرياضة، والرقص، والخروج في نزهة، والحصول على قسط وافر من النوم يوميًا.
ما هي "قاعدة الخطوات الثلاث"؟
عندما تبدأ الأفكار المُقلقة بالتسلّل إلى الداخل، فإن احدى أفضل طرق المعالجة هي "قاعدة الخطوات الثلاث"، وفقًا لمجلة "هيلث" (health.com).
وتُعرّف المجلة "قاعدة الثلاث" على أنّها استراتيجية تسمح للشخص بتكريس الطاقة للقلق بشأن ثلاثة أشياء في أي وقت.
وتقوم القاعدة على تخيّل شجرة من ثلاثة أغصان، حيث يتّسع كل غصن لمصدر قلق واحد. وبعد امتلاء الشجرة، لا يُسمح للمخاوف الإضافية بالسيطرة على المساحة العقلية للإنسان.
وإذا حدث أمر مقلق رابع، فإن الشخص مضطر للتخلّي عن استبدال القلق الموجود على أحد الأغصان الثلاثة، أو اختيار عدم القلق بشأن الوضع الطارئ.
فوائد "قاعدة الثلاث"
ومع أنّ هذه القاعدة قد تبدو أبسط من أن تكون مفيدة حقًا، لكنّها تساعد في وضع الأمور في نصابها، ولا سيما أنّ اضطرار الشخص إلى تقليص اهتماماته اليومية إلى عدد قليل يستحق التركيز عليها، هو أمر مثير للاهتمام.
فمن خلال التفكير في المخاوف بهذه الطريقة المباشرة، تتضح للشخص المشاكل القابلة للحل، والأخرى الخارجة عن إرادته تمامًا، وبالتالي لن يساعده القلق في حلّها.
وهكذا عندما يشعر الإنسان بالارتباك، عليه أن يسأل نفسه: "هل هذا الأمر ضمن قاعدة الثلاث؟"، وإذا لم يكن كذلك، عليه ألا يركّز عليها.
