تواصلت لليوم الخامس على التوالي، الخميس، الاحتجاجات في محافظة السويداء جنوبي سوريا على تفاقم الأوضاع الاقتصادية، وتأكيدًا على المطالب الشعبية برحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وتجمع المئات في ساحة السير الرئيسية رافعين لافتات تعبّر عن مطالبهم، بالتزامن مع تجدد الوقفات المسائية في عدد من القرى والبلدات.
تمسك بالمطالب في مظاهرات السويداء
وقد تزامن تواصل الاحتجاجات مع وصول وفد من عشائر البدو إلى ساحة المظاهرة وسط السويداء للتأكيد على التمسك بالمطالب المترافقة مع إضراب ومنع المؤسسات الحكومية من مزاولة عملها.
وجدّد المتظاهرون في السويداء المطالبة بالإفراج عن جميع المعتقلين السوريين في سجون النظام السوري، وكذلك تطبيق قرار مجلس الأمن 2254، والذي يقضي بتطبيق حل سياسي في سوريا برعاية أممية.
كما شهدت المحافظة إغلاقًا جزئيًا لطريق دمشق السويداء، مع السماح بالمرور للحالات الإسعافية والطارئة، وفتح الطريق أمام حركة المارة كل ربع ساعة تقريبًا ثم العودة لإغلاقه.
وفي السياق، اجتمع الزعماء الدينيون البارزون بالطائفة الدرزية، الذين كانوا موالين للحكومة فيما سبق، اليوم الخميس للمرة الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات، وأقروا بالحق في الاحتجاج السلمي ضد سياسات الحكومة، لكنهم أحجموا عن تأييد المطالبات واسعة النطاق بتنحي الأسد.
وقال الشيخ حكمت الهجري الزعيم الروحي للطائفة الدرزية السورية لأعضاء بالطائفة: إن هذا الحراك هو صوت الحق للشعب السوري. لكنه ندد بالتخريب أو أعمال العنف التي وقعت في الأسبوع الماضي حينما أحرق شبان إطارات سيارات وأغلقوا سبل الوصول إلى المدينة.
إحراق صورة للأسد
وهتف محتجون كانوا قد أحرقوا أمس الأربعاء ملصقًا ضخمًا للأسد كان معلقًا في الميدان الرئيسي: "ارحل، ارحل يا بشار" و"بدنا ناكل يا بشار". وسُمعت هذه الهتافات نفسها في بداية الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في 2011، والتي واجهت حملة قمع عنيف من قوات الأمن وأشعلت شرارة صراع مستمر منذ أكثر من عقد.
والاحتجاجات المناهضة للنظام السوري والناقمة على الإجراءات الاقتصادية الجديدة التي تتخذها السلطات بعد رفع سعر المحروقات من قبل حكومة النظام السوري، شهدت رفع سقف المطالب إلى إسقاط النظام.
وتعيش سوريا في خضم أزمة اقتصادية عميقة شهدت انهيار العملة المحلية، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الأغذية والإمدادات الأساسية. وتقول حكومة النظام إن عقوبات الغرب هي السبب في الأزمة.