اكتشف باحثون أن الاكتئاب يمكن أن يلعب دورًا مباشرًا في الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وإن لم يعانِ المريض من زيادة الوزن.
فقد عرف الخبراء منذ فترة طويلة أن الأشخاص المصابين بالسكري هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بمقدار الضعف مقارنة بأولئك الذين لا يعانون من هذه الحالة.
كما أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب لديهم خطر أكبر للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
متغيرات وراثية تساهم بالإصابة بمرض السكري
لكن بحثًا جديدًا أجري بتمويل من مؤسسة "ديبيتس يو كي" وجد سبعة متغيرات وراثية تساهم في الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني والاكتئاب، بحسب صحيفة "ديلي ميل".
واقترح الباحثون أن هذه الجينات المشتركة تلعب دورًا في إفراز الأنسولين أو الالتهاب في الدماغ أو البنكرياس أو الأنسجة الدهنية.
واستخدمت الدراسة، التي نُشرت في مجلة "ديبيتس كير" Diabetes Care، بيانات من مئات الآلاف من الأشخاص في بريطانيا وفنلندا، بما في ذلك 19344 شخصًا مصابًا بداء السكري من النوع 2، وأكثر من 5000 شخص تم تشخيص إصابتهم بالاكتئاب.
مرض السكري والاكتئاب
وخلص الباحثون إلى أن "نتائج الدراسة تسلط الضوء على أهمية الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني في بداية أعراض الاكتئاب، والحاجة إلى الحفاظ على وزن صحي في سياق تأثيره على الاكتئاب والاعتلال المصاحب لمرض السكري من النوع الثاني".
كما وجد الباحثون، لأول مرة، أن الاكتئاب يسبب بشكل مباشر زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وليس العكس.
ووجدت الدراسة أن 36.5% فقط من تأثير الاكتئاب على مرض السكري من النوع الثاني يمكن تفسيره بالسمنة، حيث إن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة هم أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بشكل ملحوظ مقارنة بأولئك الذين يتمتعون بوزن طبيعي.
ونقلت صحيفة "ديلي ميل" عن الدكتورة إليزابيث روبرتاسون، مديرة الأبحاث في مرض السكري في المملكة المتحدة، قولها: "إن هذه الدراسة المهمة للغاية تعطينا رؤى جديدة حول الروابط بين علم الوراثة ومرض السكري من النوع الثاني والاكتئاب".
وكان باحثون من جامعة أوكسفورد توصلوا إلى أن ارتفاع مستويات الغلوكوز ليس المسؤول المباشر عن حرمان البنكرياس من القدرة على صنع الأنسولين، بل إن مستقبلات الغلوكوز والمواد الكيميائية التي يتمّ إنتاجها عند تكسير السكر بواسطة الخلايا، هي السبب وراء تطوّر مرض السكري من النوع الثاني.
