الإثنين 18 نوفمبر / November 2024

درنة تحصي عدد ضحاياها.. دمار هائل بعد أيام على عاصفة "دانيال"

درنة تحصي عدد ضحاياها.. دمار هائل بعد أيام على عاصفة "دانيال"

شارك القصة

مراسل "العربي" في ليبيا يستعرض أبرز مستجدات جهود الإغاثة في درنة اليوم (الصورة: غيتي)
تلملم ليبيا آثار العاصفة "دانيال" التي ضربت شرق البلاد متسببة بسيول وفيضانات قضت على معالم عدة في درنة التي لا تزال تحصي عدد ضحاياها.

تواصل مدينة درنة الليبية، اليوم الخميس، تعداد ضحاياها بعد الفيضانات الكارثية عقب الإعصار "دانيال" التي دمرت أحياء بكاملها وخلفت آلاف القتلى والمفقودين.

وقال مراسل "العربي" من طرابلس، وسام دعاسي، إن الاحصاءات الرسمية الواردة من درنة حتى الآن تشير إلى أن عدد القتلى يقدر بـ5300 شخص، وبأن عدد المفقودين بلغ ضعف هذا العدد، فيما تواصل الجهات الرسيمة إحصاء عدد المصابين الذين وصلوا غاية 6300 شخص تقريبًا.

كارثة مرعبة في درنة

وكانت العاصفة "دانيال" ضربت المنطقة بعد ظهر يوم الأحد، وتساقطت أمطار غزيرة جدًا تسببت بانهيار سدّين قريبين من درنة، فاجتاحت المياه المدينة جارفة الأبنية والناس.

وتستمر حصيلة القتلى في الارتفاع فيما لا تزال جثث ملفوفة بأغطية ممددة في الشوارع، في حين تُكدّس جثث أخرى في شاحنات صغيرة لنقلها إلى المدافن.

وتخشى السلطات أن تكون حصيلة القتلى النهائية أكبر بكثير، بعد العثور على حوالي 250 جثة يوم أمس الأربعاء، وفق ما قال الناطق باسم وزارة الداخلية في الحكومة المكلفة من البرلمان، الملازم طارق الخراز، لوكالة "فرانس برس". 

وكانت السلطات في الشرق الليبي قد أكدت دفن 3190 من الضحايا، فيما أشار الخراز إلى أن بينهم 400 أجنبي على الأقل غالبيتهم من السودانيين والمصريين.

وأفادت المنظمة الدولية للهجرة بأن ما لا يقل عن 30 ألف شخص يعيشون في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 100 ألف نسمة قد أصبحوا مشردين.

جهود وتحقيقات

وأوضح مراسل "العربي"، أن اجمالي عدد النازحين الذين تركوا المدن المتضررة يبلغ 36 ألف شخص، فبالإضافة إلى درنة، يقدر عدد النازحين من مدن قريبة منها بـ6 آلاف، كمدينة "شحات" و"البيضاء" و"سوسة"، وأضاف بأن جهودًا لا تزال تبذل للوصول إلى العالقين في بعض المباني بدرنة، وسط صعوبات أحدثها تشقق الطرقات وتصدعها. 

وأشار المراسل إلى أن حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا أرسلت فرقًا لإصلاح التيار الكهربائي، بغية تسهيل عملية التواصل مع العالقين، كما علقت الدروس بالكامل في ليبيا لمدة عشرة أيام، فيما تحولت بعض المدارس التربوية إلى مراكز إيواء للنازحين من درنة.

وقال مراسل "العربي" إنه بدا لافتا يوم أمس الأربعاء، تحميل تصريحات حكومة الوحدة الوطنية مسؤولية بعض الأطراف في شرق ليبيا هذه المأساة التي وقعت هناك، ومطالبتها بفتح تحقيقات رسمية في ملابسات انهيار سدّي درنة، وهو ما تسبب بارتفاع نسبة الضحايا لهذا العدد. 

مساعدات وإغاثة

وبدأت فرق الإغاثة الدولية تصل تباعًا، بداية من الفريق التركي الذي باشر أعماله في المناطق المنكوبة، إضافة إلى الفريق الجزائري الذي وصل أمس إلى المنطقة الشرقية، فضلًا عن الجسر الجوي القطري الذي وصلت منه إلى الآن ثلاث طائرات حطت في بنغازي، وكذلك وصول مساعدات من مصر وتونس، وكذلك فريق إنقاذ من إيطاليا ومالطا.

وأقلعت بعد ظهر الأربعاء طائرة فرنسية تقل نحو أربعين مسعفًا، وعدة أطنان من المعدات الصحية منها مستشفى ميداني، متوجهة إلى ليبيا لمساعدة المتضررين من الفيضانات.

وحذّر مسؤول في اللجنة الدولية للصليب الأحمر من خطورة التلوث بالأسلحة الحربية بسبب الفيضانات التي "ساهمت في نقل ذخائر غير منفجرة إلى مناطق كانت خالية من التلوث سابقًا". وأضاف إريك تولفسن في تغريدة أن هذا الامر يعرض الناجين والمسؤولين عن المساعدات الإنسانية لأخطار أكبر".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
تغطية خاصة
Close