أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة أن السفير الفرنسي في النيجر "يحتجزه" العسكريون الحاكمون، لافتًا إلى أن الطعام الذي يتناوله عبارة عن "حصص غذائية عسكرية".
وكان العسكريون الذين نفّذوا انقلابًا على نظام الرئيس محمد بازوم واستولوا على السلطة في النيجر في 26 يوليو/ تموز، أمروا السفير الفرنسي بمغادرة البلد نهاية أغسطس/ آب، بعدما رفضت باريس الانصياع للمهلة التي طالبت برحيله.
ومذاك الحين، تستمر فرنسا في معارضة هذه المغادرة، معتبرة أن هذه الحكومة في النيجر لا تتمتع بالشرعية للتقدم بمثل هذا الطلب.
وقال ماكرون خلال زيارته منطقة سومور-إن-أوكسوا في وسط شرق فرنسا: "في النيجر، في الوقت الذي أتحدث إليكم، لدينا سفير وموظفون دبلوماسيون تم احتجازهم رهائن في سفارة فرنسا".
وأضاف أن العسكريين "يمنعون (عن هؤلاء) الطعام، والسفير يتناول حصصًا غذائية عسكرية".
ولفت ماكرون إلى أن السفير سيلفان إيتيه "لم يعد لديه إمكانية الخروج، إنه شخص غير مرغوب فيه".
#النيجر.. المجلس العسكري يلغي اتفاقيات مع #فرنسا ويصر على طرد سفيرها #صباح_جديد pic.twitter.com/vWUJ8thE99
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 4, 2023
لدى سؤاله عن احتمال عودة السفير إلى باريس، قال ماكرون: "سأفعل ما سنتفق عليه مع الرئيس بازوم لأنه هو صاحب السلطة الشرعية وأنا أتحدث معه كل يوم".
وفيما لا تزال فرنسا تعتبر بازوم الرئيس الشرعي للنيجر، أكد ماكرون الأحد أن أي إعادة انتشار محتملة للقوات الفرنسية في النيجر لن تتم سوى بطلب من الرئيس محمد بازوم.
وفي 3 أغسطس/ آب، أعلن قادة الانقلاب في النيجر إلغاء عدة اتفاقيات للتعاون العسكري مع فرنسا التي تنشر حوالي 1500 جندي في البلاد كجزء من معركتها الأوسع نطاقًا ضد الجهاديين.
على صعيد آخر، أكّد ماكرون أن فرنسا "ستواصل الترحيب" بالفنانين القادمين من منطقة الساحل، بعدما عارض الكثير من العاملين في الثقافة أمرًا توجيهيًا يطالب بتعليق كل أشكال التعاون مع فنانين من النيجر ومالي وبوركينا فاسو.
لكنه أوضح أن ذلك سيكون أصعب بالنسبة للفنانين من النيجر في حال عدم حيازتهم تأشيرة دخول، لأن الوصول إلى الخدمات القنصلية الفرنسية لم يعد ممكنًا.
وقال ماكرون: "لا نحظر ذلك، لكن كل ما في الأمر هو أننا لا نستطيع منح (إمكانية الوصول إلى السفارة) بسبب الانقلابيين ولأسباب أمنية".
بوركينا فاسو تأمر الملحق العسكري الفرنسي بمغادرة البلاد
في غضون ذلك، قال المجلس العسكري في بوركينا فاسو في بيان اليوم الجمعة إنه أمر الملحق العسكري بالسفارة الفرنسية إيمانويل باسكييه بمغادرة البلاد بسبب سلوك "تخريبي".
وهذه الخطوة هي أحدث علامة على تصاعد التوتر بين الدولة الواقعة في غرب إفريقيا ومستعمِرتها السابقة فرنسا منذ استيلاء حكومة عسكرية على السلطة في انقلابين العام الماضي.
وجاء في البيان الذي حمل تاريخ أمس الخميس أن باسكييه والموظفين العاملين معه يتعين عليهم مغادرة البلاد خلال أسبوعين.
في المقابل، قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها تنظر في التقارير التي أفادت بطرد ملحقها العسكري ولا يمكنها الإدلاء بتعليق على الفور.
وكانت الحكومة الانتقالية في بوركينا فاسو قد أمرت بالفعل السفير الفرنسي وكذلك المسؤولة الكبيرة في الأمم المتحدة باربرا مانزي بمغادرة البلاد. وهناك أيضًا حملة قمع تستهدف وسائل الإعلام الفرنسية، بحسب وكالة رويترز.