تجدّدت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في معظم جبهات القتال في الخرطوم وأم درمان وبحري.
وأفاد مراسل "العربي" في الخرطوم أحمد ضو البيت بسماع دوي المدافع الخاصة بالدعم السريع تنطلق من مناطق شرق وجنوب الخرطوم باتجاه مركز قوات الجيش في القيادة العامة، التي تشهد معارك بين الطرفين لليوم السابع على التوالي.
كما استهدف القصف المدفعي سلاح الإشارة في بحري وسلاح المهندسين في أم درمان.
ولفت مراسلنا إلى أن الجيش ردّ بالقصف من منطقة وادي سيدنا العسكرية مستهدفًا مراكز الدعم السريع في محيط القيادة ومحيط مطار الخرطوم ومنطقة جبرة ومحيط المدرعات بالشجرة والمدينة الرياضية وأرض المعسكرات في الخرطوم مما أدّى لتصاعد أعمدة الدخان الكثيف من هذه المواقع.
البرهان يلتقي وزير الخارجية السعودي
ويأتي ذلك فيما يزور قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان نيويورك حيث يشارك في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وألقى البرهان مساء الخميس خطابًا أكّد فيه استعداد الجيش السوداني "لاستئناف المفاوضات متى ما التزمت القوى المتمردة ببنود المبادرة السعودية الأميركية، وإخلاء المستشفيات ومساكن المواطنين والمنشآت المدنية". وطالب المجتمع الدولي بتصنيف قوات الدعم السريع "مجموعة إرهابية".
وعلى هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ78 التقى البرهان بوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان وبحثا مستجدات الأوضاع في السودان، وفقًا لما أوردته وكالة الأنباء السعودية "واس".
دعوة للحوار السياسي
وخلال اللقاء، أكّد فرحان على "أهمية التزام جميع الأطراف السودانية من أجل استعادة مجريات العمل الإنساني، وحماية المدنيين والعاملين في مجال الإغاثة، وسلامة الممرات الإنسانية لوصول المساعدات الأساسية".
كما جدّد الوزير السعودي دعوة بلاده إلى" التهدئة والانخراط في حوار سياسي يضمن حل الأزمة، ويعيد الأمن والاستقرار للسودان وشعبه".
كما أطلع البرهان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال لقاء بينهما على تطورات الأوضاع في بلاده.
وأشاد البرهان بـ"الدور الذي ظلت تلعبه روسيا في مساعدة السودان ودعم السلام والاستقرار فيه".
ومنذ 6 مايو/ أيار الماضي ترعى السعودية والولايات المتحدة، محادثات بين الجيش و"الدعم السريع"، أسفرت في 11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في جدة بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين، وإعلان أكثر من هدنة. لكن تسجيل الخروقات وتبادل للاتهامات بين المتصارعين، دفع الرياض وواشنطن إلى تعليق المفاوضات.
وتستمر الاشتباكات الدامية بين الجيش السوداني و"الدعم السريع" منذ 15 أبريل/ نيسان الماضي. وأدّت إلى مقتل 3 آلاف ونزوح ما يزيد على 5 ملايين شخص داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.
