بوشرت جهود التعرّف على هويات ضحايا الفيضانات التي ضربت مناطق شرقي ليبيا قبل أسبوعين، وخلّفت آلاف القتلى ودفنت جثثًا دون معرفة أصحابها.
وفي بيان نشر عبر منصة "حكومتنا" الرسمية، أشارت حكومة الوحدة الوطنية إلى أن فريق تحديد هوية ضحايا الكوارث الإماراتي "DVI" باشر أعماله كأول فريق مرسل من الإنتربول والمتخصص في التعرف على هويات الضحايا، مع جهاز المباحث الجنائية وغرفة الطوارئ بالمناطق المتضررة من الفيضانات والسيول بشرق ليبيا".
ونقلت الحكومة عن وزارة الداخلية التابعة لها القول إن "الأمانة العامة للإنتربول سترسل مزيدًا من الفرق من دول أخرى".
وذكرت أن ذلك سيكون "بالتنسيق مع مكتب الشرطة الجنائية العربية والدولية بالوزارة لدعم جهود البحث والإنقاذ والتعرّف على الجثث مجهولة الهوية".
وأدّت الفيضانات التي اجتاحت شرق ليبيا لا سيما مدينة درنة إلى مقتل 3351 شخصًا، بحسب آخر حصيلة رسمية موقتة أعلنها وزير الصحة في الحكومة المكلفة من البرلمان عثمان عبد الجليل.
أما وزارة الصحة بحكومة الوحدة الوطنية، فقد أعلنت مقتل أكثر من 6 آلاف شخص، وسط ترجيحات بزيادة عدد الضحايا مع استمرار انتشال الجثث، لا سيما في درنة.
وكان فريق تحديد هويات ضحايا الكوارث الإماراتي قد وصل إلى شرق ليبيا قبل أيام، وعقد اجتماعًا مع الجانب الليبي عرض خلاله خططًا تنفيذية لتنسيق الجهود.
وأوضح قائد فريق تحديد هويات ضحايا الكوارث الإماراتي الدكتور عيسى أحمد العوضي، أن "الفريق يشمل خبراء ومستشارين في الطب الشرعي وطب الأسنان وخبراء الحمض النووي والبصمة العشرية والأدلة الجنائية ومسرح الجريمة والعظام الجنائية".
جسر في درنة
إلى ذلك، أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، استكمال المرحلة الأخيرة من إنشاء جسر مؤقت لربط شطري مدينة درنة التي قسمتها الفيضانات إلى نصفين.
ونقل جهاز تنفيذ وإدارة مشروع النهر الصناعي الليبي في بيان أمس الجمعة، عن رئيس اللجنة الإدارية بالجهاز تأكيده "استكمال أعمال المرحلة الأخيرة للخرسانة للجسر المؤقت الذي ربط شرق مدينة درنة بغربها".
وتمنى المسؤول بالجهاز أن "يكون هذا الجسر نقطة البداية لإعمار مدينة درنة الزاهرة، وأن تدوم جسور المحبة في ليبيا".
في غضون ذلك، تتواصل جهود فرق الإنقاذ والبحث المحلية والدولية في درنة، حيث أعلنت عن تمكنها من انتشال أكثر من 200 من أجساد الضحايا بينهم نساء وأطفال من الوديان وشواطئ البحر شرقي المدينة المنكوبة.
وأفاد مراسل "العربي" بأن غواصين ليبيين مسنودين بفرق إنقاذ دولية رصدوا خلال مهامهم مباني سكنية وسيارات ومئات أجساد المتوفين ما تزال عالقة في عمق البحر، واصفين ما شاهدوه تحت المياه بالأمر المروّع.