من أشهر مقولات جوزيف غوبلز وزير الدعاية النازية: "اكذب واكذب ثم اكذب، حتى يصدقك الناس، وكلما كبرت الكذبة سهل تصديقها". وهذا على ما يبدو ما استخدمته الدعاية الإسرائيلية في حربها الأخيرة على غزة.
فرغم أن الأرقام الرسمية تشير إلى تجاوز عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة الألفي شخص، فإن الاحتلال نشر رواية كاذبة حول إقدام عناصر من كتائب القسام على قتل 40 طفلًا، وهو ما نشرته بشكل واسع وسائل إعلام غربية.
اعتذار مذيعة سي إن إن
لكن اليوم، وبعد أن عجزت إسرائيل ووسائل الإعلام التي رددت الرواية إثباتها بأي طريقة، بدأت في التراجع عنها تدريجيًا.
لكن طريقة التراجع تختلف كثيرًا عن طريقة نشر الشائعة؛ فالأخيرة كانت عبر وسائل الإعلام والنقل المباشر، أما التراجع فكان ضعيفًا عبر منشورات على مواقع التواصل.
واعتذرت مذيعة قناة الـ"سي إن إن" الأميركية سارة سيدنر على ترويجها للكذبة، وكتبت على موقع إكس قائلة: "الحكومة الإسرائيلية اليوم لا تستطيع تأكيد قطع رؤوس الأطفال. كان يجب أن أكون أكثر حذرًا في كلامي. أعتذر".
وعلّق المتابعون على اعتذار مذيعة سي إن إن، حيث قالت ليلى متسائلة: "أين تعلمت الصحافة؟ ما هذه الجرأة التي تجعلك تنشرين الكذب بكل قوة، وبعد افتضاح أمرك تعتذرين على استحياء؟".
أما حسام أبو علي فرأى أنه "رغم امتلاكهم آلة إعلامية قوية، فإن قدرتهم على تزييف الحقائق لم تعد مثل السابق واعتذارهم وتراجعهم عن الرواية خير دليل على ذلك".
القسام تنشر مشاهد لتعاملها مع أطفال المستوطنين
وبثت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" الفلسطينية مقاطع فيديو لتعامل مقاتليها مع أطفال مستوطنين السبت الفائت، حينما انطلقت عملية "طوفان الأقصى" داخل مستوطنات غلاف غزة.
ويظهر في التسجيل الذي جرى توزيعه على وسائل الإعلام، مقاتلي القسام يحملون أطفال المستوطنين ويحاولون تهدئتهم وإطعامهم.
ويظهر مقاتل قائلًا: "انظروا الرحمة في قلوبنا، لا نقتلهم كما تفعلون".
كما أظهر التسجيل مقاتلي القسام وهم يقومون بتهدئة بكاء طفل وهو في سريره المتحرك داخل منزل بإحدى المستوطنات.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، حيث أسفر القصف حتى الأن عن استشهاد 2215 فلسطينيًا، إضافة إلى 8714 جريحًا، وفق آخر حصيلة صادرة عن وزارة الصحة بالقطاع.