يستمر الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على غزة لليوم الـ15، رغم الدعوات الأممية لوقف القصف نظرًا للظروف الإنسانية الصعبة التي يعاني منها الفلسطينيون في القطاع.
وفي مقابل هذه الاعتداءات، استمرت المقاومة الفلسطينية في استهداف مدن إسرائيلية برشقات الصواريخ، بالتزامن مع إعلان القسام رفض الاحتلال تسلّم اثنين من المحتجزين لدى الكتائب.
إسرائيل ترفض تسلّم اثنين من المحتجزين
وفي هذا السياق، أعلن المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام أبو عبيدة أن حركة حماس كانت تعتزم إطلاق سراح اثنين من المحتجزين لديها لأسباب إنسانية، لكن الاحتلال رفض استقبالهما.
وأضاف في بيان مقتضب أن الكتائب أبلغت قطر أمس الجمعة بنية حماس إطلاق سراح الرهينتين.
وجاء في البيان: "قمنا بإبلاغ الإخوة القطريين مساء أمس أننا سنطلق سراح كل من نوريت يتسحاك ويوخفد ليفشيتز لأسباب إنسانية قاهرة ومن دون مقابل، إلا أن حكومة الاحتلال رفضت استلامهما".
ويأتي هذا الإعلان بعد يوم من إطلاق الحركة سراح أسيرتين أميركيتين، وتسليمهما إلى الصليب الأحمر الذي نقلهما إلى الداخل الإسرائيلي.
قصف إسرائيلي على سوق النصيرات
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الداخلية الفلسطينية في غزة أن قصفًا إسرائيليًا استهدف سوق النصيرات وسط القطاع، وتسبب في سقوط شهداء وجرحى.
وقالت في بيان نشر على تلغرام: "شهداء وعدد كبير من الإصابات في استهداف من طائرات الاحتلال داخل سوق النصيرات وسط القطاع".
وفي السياق، أوضحت عدة وسائل إعلام محلية بينها "إذاعة الأقصى"، أن القصف الإسرائيلي "استهدف متجر عقل وسط سوق النصيرات، مما أدى إلى اشتعال النيران به وبالمتاجر المجاورة".
كما أعلنت وزارة الداخلية في قطاع غزة سقوط عدد من الشهداء وعدد كبير من الجرحى في استهداف طائرات الاحتلال سوق النصيرات وسط قطاع غزة.
ودعت منظمة الصحة العالمية إلى وقف إطلاق النار والوصول الفوري وغير المحدود للمساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء غزة.
عدوان على الأسرى في السجون
من جهة أخرى، أفاد نادي الأسير الفلسطيني، اليوم السبت، بأن الاحتلال يجوّع الأسرى الفلسطينيين في سجونه، محذرًا من انفجار الأوضاع داخل السجون خلال وقت قصير، نتيجة ما يتعرضون له من إهانة وإذلال.
وأوضح المتحدث باسم نادي الأسير أمجد النجار أن هناك مجاعة حقيقية في السجون، وسط سياسة تجويع ممنهجة بحقهم، حيث يُقدّم للأسرى وجبة واحدة في اليوم، سيئة من حيث النوع والكم.
وأضاف النجار، في حديث إلى وكالة "الأناضول": "التجويع مخطط له بحيث يتم استنزاف طاقات الأسرى، وجعلهم غير قادرين على صد المواجهة في أي تصعيد قادم".
وأشار النجار إلى أن الأسرى "خاضوا سابقًا إضرابات مفتوحة عن الطعام، لتحسين ظروف حياتهم، ومنها جودة الطعام وكميته".
وعن الجديد في ظروف الأسرى، قال "إن السجون أصبحت بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري (بدء معركة طوفان الأقصى) تحت سلطة وإدارة الجيش الإسرائيلي، بدل مصلحة السجون".
ارتفاع عدد الشهداء
وتشهد غزة أزمة إنسانية حادة على خلفية انقطاع الكهرباء ونفاد المياه والغذاء والوقود والإمدادات الطبية، بسبب العدوان الإسرائيلي ضد القطاع والمستمرة منذ السابع من الشهر الجاري، حيث أعلنت وزارة الصحة، عن ارتفاع عدد الشهداء إلى 4473 فلسطينيًا.
وقالت الوزارة في بيان، اليوم السبت، إن 4137 شهيدًا وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة منذ بداية العدوان، فيما ارتفع عدد الشهداء في محافظات الضفة إلى 84، مؤكدة أن 70% من حصيلة الشهداء في القطاع هم من الأطفال والنساء والمسنين.
وأضافت أن أكثر من 15400 مواطن أصيب منذ بدء العدوان، منهم 14000 في قطاع غزة، و1400 في محافظات الضفة.
في غضون ذلك، دعت وكالات تابعة للأمم المتحدة اليوم السبت إلى وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون قيود إلى جميع أنحاء قطاع غزة، وذلك بعد دخول 20 شاحنة محملة بشحنة من المساعدات إلى القطاع عبر معبر رفح.
وجاء في بيان مشترك صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وصندوق الأمم المتحدة للسكان واليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية: "ندعو إلى وقف إنساني لإطلاق النار، إلى جانب الوصول الفوري دون قيد للمساعدات الإنسانية لجميع أنحاء غزة للسماح للجهات الإنسانية الفاعلة بالوصول إلى المدنيين المحتاجين وإنقاذ الأرواح ومنع المزيد من المعاناة الإنسانية".
وتابع البيان: "يجب أن تكون تدفقات المساعدات الإنسانية كبيرة ومستدامة وتسمح لجميع سكان غزة بالحفاظ على كرامتهم".
1.4 مليون نازح داخل قطاع غزة
وأمام تواصل العدوان على قطاع غزة، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع، السبت، أن عدد النازحين داخل القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بلغ نحو مليون و400 ألف نازح، نصفهم في مراكز الإيواء البالغ عددها 217 مركزا.
وقال المكتب في بيان، إن "إجمالي عدد النازحين داخل قطاع غزة بلغ نحو مليون و400 ألف مواطن، نصفهم في مراكز الإيواء البالغ عددها 217 مركزا، والآخرون يتواجدون في التجمعات المستضيفة من الأقارب والأصدقاء وغيرهم".
وأضاف البيان، أنه منذ 7 أكتوبر الجاري "تضررت 164 ألف وحدة سكنية في قطاع غزة نتيجة الغارات الإسرائيلية بشكل جزئي أو كلي".
وأردف أن "5635 مبنى سكنيًا هدمها الاحتلال كُليًا، تضم 15100 وحدة سكنية، فيما تضررت نحو 139 ألف وحدة سكنية بشكل جزئي، منها 10656 وحدة سكنية غير صالحة للسكن".
وأشار إلى أن "الاحتلال يواصل استهداف المؤسسات التعليمية، حيث تعرّضت 176 مدرسة لأضرار متنوعة، منها 30 مدرسة خرجت عن الخدمة".
حشد إسرائيلي قرب غزة
وبعد ساعات من دخول أول شحنة مساعدات إنسانية للقطاع انطلاقًا من مصر، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء السبت أنه يعتزم "تكثيف" ضرباته على غزة استعدادًا للمرحلة المقبلة من هجومه على القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس.
وحشدت إسرائيل عشرات الآلاف من جنودها ومئات من دباباتها على طول الحدود مع غزة تمهيدًا لغزو بري محتمل.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الجنرال دانييل هاغاري: "علينا أن ندخل المرحلة التالية من الحرب في أفضل ظروف ممكنة، وليس وفق ما يقول لنا أي طرف. اعتبارًا من اليوم سنكثف الضربات ونقلل حجم الخطر".
وتفقد قادة عسكريون، اليوم السبت الوحدات المنتشرة على الحدود، وقال رئيس الأركان الليفتنانت جنرال هرتسي هاليفي خلال زيارته أحد ألوية المشاة: إن "غزة مكتظة بالسكان. العدو يحضر أشياء كثيرة هناك، لكننا أيضًا نستعد لهم".