أعلن دار الفتوى في لبنان، اليوم الخميس، تأجيل زيارة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية دوروثي شيا للمفتي، وذلك بعد تظاهرة ضمت العشرات أمام أبوابه أغلقت الطرقات المؤدية إلى الدار في العاصمة بيروت.
واحتشد العشرات من اللبنانيين في منطقة "عائشة بكار"، وأغلقوا المنافذ المؤدية لدار الفتوى، رافضين زيارة السفيرة، ومنددين بالدعم الأميركي لإسرائيل في العدوان على قطاع غزة المستمر منذ أكثر من شهر.
ورفع المتظاهرون صورًا للأطفال الشهداء والمدنيين في غزة، وهتفوا دعمًا للمقاومة الفلسطينية، ونددوا بالمجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال في القطاع المحاصر، حيث بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين ما يقارب 10,569 شهيدًا، بينهم 4,324 طفلًا، منذ بداية العدوان، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.
وأوضح دار الفتوى في لبنان لاحقًا، من خلال بيان له، أن الزيارة تأجلت بطلب من مكتب السفيرة شيا.
بيان مفتي الجمهورية
ونقل البيان عن مفتي الجمهورية اللبنانية، الشيخ عبد اللطيف دريان تصريحًا شدد فيه على "ضرورة إيقاف الدعم الأميركي للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والطلب من الإدارة الأميركية الضغط على الكيان الصهيوني، بوقف عدوانه على غزة والشعب الفلسطيني، وفرض وقف لإطلاق النار، وإقامة هدنة إنسانية وتمرير المساعدات الإغاثية لأهالي غزة المنكوبين".
وأكد المفتي دريان أن "لبنان وشعبه متضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاحتلال الصهيوني منذ عام 1948 ولازال يحاول تشريده وتهجيره من أرضه وقتل أطفاله ونسائه وشيوخه وتدمير منازله وإبادة شعبه دون أي رادع دولي وإنساني واخلاقي".
وقال المفتي دريان: إن "التهديد والوعيد بإلقاء قنابل زلزالية أو قنبلة نووية على قطاع غزة، لن يخيف الأمة العربية والإسلامية بل يزيدها إيمانًا بحقها وإصرارًا على رفض الاحتلال لأراضيها العربية".
ودعا المفتي دريان الى "تكثيف الجهود الديبلوماسية لإيقاف المجازر بحق أهالي غزة الأبطال الصامدين والصابرين على إبادتهم من قبل عدو صهيوني غاشم". كما حذر من "استمرار العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان وخرق وانتهاك سيادته".
يذكر أنه منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قبل أكثر من شهر، تشهد الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة قصفًا متبادلًا بين الجيش الإسرائيلي من جهة وحزب الله وفصائل فلسطينية في لبنان من جهة أخرى.