قبل ساعات من موعد بدء سريان الهدنة الإنسانية، واصل الاحتلال الإسرائيلي غاراته وقصفه على مناطق مختلفة في قطاع غزة لليوم الـ 48 على التوالي من العدوان الذي خلف أكثر من 14 ألف شهيد.
فقد تعرضت مدرسة أبو حسين ومحيطها لقصف إسرائيلي مساء الخميس في مجزرة جديدة استهدفت المدنيين والنازحين شمالي قطاع غزة.
وأكّدت حركة "حماس" مساء الخميس، أن هنالك نحو 30 شهيدًا و100 مصاب في مجزرة ارتكبها الاحتلال في مدرسة أبو حسين التابعة لوكالة "الأونروا" في مخيم جباليا.
ومن المقرر أن تبدأ هدنة إنسانية في غزة لمدة 4 أيام اعتبارًا من صباح الجمعة، بموجب اتفاق بين إسرائيل و"حماس" بوساطة قطرية مصرية أميركية يتضمن إطلاق 50 أسيرًا إسرائيليًا من غزة مقابل الإفراج عن 150 الأسيرات والأطفال من السجون الإسرائيلية، وإدخال مئات شاحنات المساعدات إلى كل مناطق القطاع.
غارات متواصلة على القطاع
بالإضافة إلى ذلك، نقل مراسل "العربي" في غزة عبد الله مقداد استمرار الغارات الإسرائيلية المتفرقة بعدد من المناطق لاسيما في وسط القطاع وجنوبه، بينما يتركز القصف على المناطق الشمالية.
ويوضح مقداد أن القصف الإسرائيلي شمالي القطاع، يتكثف في محيط مستشفى كمال عدوان ومدرسة أبو حسين ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد كبير من الفلسطينيين.
هذا إلى جانب استهداف الاحتلال منزلًا في مخيم النصيرات وسط غزة، وأنباء عن استشهاد مواطن جراء قصف الاحتلال شقة سكنية في مخيم البريج وسط القطاع.
وفي رفح، استهدف الاحتلال منزلًا شرقي المدينة خلف ضحايا ودمارًا هائلًا، فيما نقل مراسل "العربي" استشهاد 6 فلسطينيين وجرح آخرين في قصف على محيط مستشفى النجار بحي الجنينة شرقًا.
توازيًا، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن المستشفى الإندونيسي يتعرض لقصف عنيف "يطال المولدات الكهربائية وأجزاء كبيرة من المباني"، فيما أفاد مراسل "العربي" بأن الاحتلال يعمل - على ما يبدو - على تكرار ما جرى في مستشفى الشفاء بتحويله إلى ثكنة عسكرية.
غالانت: القتال سيستمر
يأتي ذلك، فيما قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت الخميس، إنّ المعارك في قطاع غزة قد تستمر لمدة شهرين آخرين.
فقد نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن غالانت قوله خلال زيارته لقاعدة "عتليت" البحرية: "ستكون هذه فترة راحة قصيرة، وفي نهايتها سيستمر القتال بكثافة".
وتابع وزير الأمن الإسرائيلي: "سيتم ممارسة الضغط لإعادة المزيد من المختطفين. ومن المتوقع أن يستمر القتال لمدة شهرين آخرين"، حسب قوله. وزعم أنه "سيتم القضاء على حركة حماس كإطار عسكري وحكومي".
بدوره، كشف المتحدث باسم جيش الاحتلال أن الخطوط العريضة لاتفاق الهدنة في قطاع غزة، ليست نهائية وقد تحدث تغييرات، حسب رأيه.
وأعلن المتحدث أيضًا خلال مؤتمر صحفي، أن الجيش الإسرائيلي أبلغ عائلات 392 جنديًا بمقتل أبنائهم منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم.
وكانت وزارة الخارجية القطرية قد كشفت الخميس، أن الهدنة الإنسانية في قطاع غزة ستبدأ صباح الجمعة على أن تليها عملية الإفراج عن دفعة من المحتجزين لدى "حماس" بعد ساعات.
فشرح المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في مؤتمر صحافي بالدوحة: "ستبدأ الهدنة الإنسانية في تمام الساعة السابعة من صباح يوم الجمعة (05:00 ت غ)، وسيتم تسليم الدفعة الأولى من الرهائن المدنيين من قطاع غزة في تمام الساعة الرابعة مساء (14:00 ت غ) من يوم الجمعة".
المقاومة مستمرة في التصدي للتوغل البري
ميدانيًا، أعلن أبو عبيدة المتحدث العسكري باسم كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس"، نجاح المقاومين في استهداف 335 آلية عسكرية إسرائيلية منذ بدء المعارك البرية في قطاع غزة، منها 33 آلية في الـ72 ساعة الأخيرة.
وأوضح أبو عبيدة في كلمة مصورة نشرت مساء الخميس، أن "عناصر القسام نفذوا خلال الأيام الثلاثة الأخيرة عدة عمليات نوعية أوقعت قتلى في قوات الاحتلال.. ووثقوا استهداف 335 آلية عسكرية صهيونية منذ بدء التوغل البري استهدافًا مباشرًا".
وخلال الـ72 ساعة الأخيرة، تمكن المقاومون بواسطة الأسلحة المضادة للدروع، وعبوات "العمل الفدائي"، وعبوات "الشواظ"، من تدمير 33 آلية كليًا وجزئيًا في مناطق التوام، وجباليا، وبيت حانون، والشيخ رضوان شمال مدينة غزة، بالإضافة إلى الزيتون شرق مدينة غزة.
هذا إلى جانب، عشرات عمليات استهداف لجنود وقوات راجلة في أماكن التحصن والتمركز والتجمع بالقذائف أوقعت عددًا من القتلى في صفوف الاحتلال، وفق أبو عبيدة.
في هذا الصدد، أكّد الناطق العسكري باسم القسام، أن "العدو لا زال يخفي خسائره الحقيقية، فنحن في حالة التحام مع قوات العدو الغازية ويشاهد مجاهدونا قتلى جنود العدو عن قرب ويراقبون معاناته في سحب جثث قتلاه ومصابيه من أرض المعركة".
بدورها، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي استهداف آليات وجنود إسرائيليين بعدة مناطق في قطاع غزة.
وأشارت السرايا في بيان على "تلغرام" إلى أن مقاتليها اشتبكوا مع جنود إسرائيليين "شمالي قطاع غزة، واستهدفوا آليتين عسكريتين بقذائف الـ"تاندوم" والـ "آر بي جي".
وأضافت أن مقاتليها قصفوا تجمعات عسكرية وجنودًا إسرائيليين في محور "نتساريم" بعدد من قذائف "الهاون".
وتابعت في بيان لاحق أنها استهدفت أيضًا آلية عسكرية بقذيفة "التاندوم"، في محور التقدم شرق جنوب مدينة غزة، كما قصفت تجمعات إسرائيلية في "نتساريم" ومحيط قصر العدل بـ"وابل من قذائف الهاون النظامي عيار 60".
وفي سياق متصل، أعلنت كتيبة "العياش-غرب جنين" الفلسطينية، إطلاق صاروخ محلي الصنع باتجاه مستوطنة "شاكيد" بصاروخ "قسام" شمالي الضفة الغربية ضمن معركة طوفان الأقصى، وردًا على الجرائم الإسرائيلية.
ارتفاع حصيلة الشهداء
توازيًا، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة مساء الخميس، ارتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ 7 أكتوبر إلى 14 ألفًا و854، بينهم أكثر من 6 آلاف و150 طفلًا، وأكثر من 4 آلاف امرأة.
وقال المكتب في بيان، إن "عدد الإصابات زاد عن 36 ألف إصابة؛ أكثر من 75% منها من الأطفال والنساء"، فيما بلغ عدد "المجازر التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي أكثر من 1400 مجزرة"، فضلًا عن قرابة 7 آلاف ما زالوا في عداد المفقودين.
طفل شهيد في الضفة
أما في الضفة الغربية، فقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد طفل برصاص الجيش الإسرائيلي في بلدة بيتا قضاء نابلس، لترتفع حصيلة شهداء الضفة إلى 229 منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إضافة إلى نحو 2900 جريح.
والشهيد هو الطفل محمد إبراهيم فؤاد عديلي، ويبلغ من العمر 12 عامًا واستشهد جراء "إصابة خطيرة جدًا بالرصاص الحي في الصدر خلال مواجهات شهدتها بلدة بيتا".