واصلت إسرائيل عدوانها في اليوم الـ58 على قطاع غزة حيث شنّت غارات وقصفًا عنيفًا على أحياء عدة مكتظة، مخلّفة مئات الشهداء والجرحى.
وارتكب جيش الاحتلال مجازر في كل من مخيم النصيرات والبريج وجباليا ورفح ودير البلح والشيخ رضوان وخانيونس، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 700 فلسطيني خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي منذ 7 اكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى 15523 شهيدًا، وارتفاع عدد المصابين إلى 41316 بجروح متفاوتة.
مقاومة شرسة في غزة
وبينما أعلن جيش الاحتلال أنّه يخوض قتالًا ضاريًا مع فصائل المقاومة الفلسطينية في جنوب غزة، حيث بدأ عملية برية شمال خانيونس، نفّذت المقاومة الفلسطينية سلسلة من العمليات التي أوقعت عشرات من جنود الاحتلال بين قتيل وجريح.
وأعلنت "كتائب القسام" تفجير حقل ألغام في قوة صهيونية راجلة مكونة من 8 جنود، وبعدها تم الإجهاز على من بقي منهم على قيد الحياة من نقطة صفر، شمال شرق مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.
كما أفادت القسّام بتفجير فتحة أحد الأنفاق بمجموعة من الجنود الإسرائيليين شرق بيت لاهيا، إضافة إلى استهداف دبابتين إسرائيليتين "جنوب وشرق بيت لاهيا (شمال) بقذيفة الياسين 105"، و5 آليات إسرائيلية شرق دير البلح بعبوات العمل الفدائي وقذائف الياسين 105، مؤكدة تدمير 3 منها بشكل كامل.
كما أكدت تفجير نقطة تموضع لنحو 60 جنديًا إسرائيليًا شرق جحر الديك وسط قطاع غزة.
مقتل ضابط إسرائيلي في غزة
بدورها، أعلنت "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أنّها قصفت مستوطنات أوفاكيم وصوف ونير إسحاق برشقة صاروخية، والمنطقة الصناعية في عسقلان.
كما أفادت بأنّ مقاتليها اشتبكوا مع قوة إسرائيلية راجلة في منطقة أبو هداف شمال شرق خان يونس (جنوبي قطاع غزة)، وقصفوهم بقذائف الهاون والآر بي جي، ناهيك عن تفجير دبابة إسرائيلية متوغلة قرب مسجد حجاج في منطقة المغراقة جنوب مدينة غزة بعبوة ناسفة.
وأكد القيادي في حماس غازي حمد لـ"العربي" أنّ الحركة لديها "قدرة قوية على الاستمرار في القتال وإلحاق الخسائر بالعدو".
في المقابل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل ضابط وجندي في المعارك الدائرة مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وبينما قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري إنّ الجيش يعمل على مدار الساعة على ملاحقة قادة حركة حماس والقضاء عليهم ومنهم يحيى السنوار، نشرت هيئة البث الإسرائيلية تسجيلًا صوتيًا لرئيس الشاباك رونين بار، يقول فيه إنّ المجلس الوزاري المصغّر أصدر لهم أمرًا بتصفية قيادة حركة "حماس" في غزة والضفة ولبنان وتركيا وقطر.
وردًا على التهديدات الإسرائيلية، قال المستشار الإعلامي لحماس طاهر النونو إنّ تهديدات الاحتلال الإسرائيلي باستهداف قادة الحركة في الداخل وبعض الدول الشقيقة لا تخيفنا، بل تعكس المأزق السياسي والميداني الذي يعيشه العدو بفعل صمود شعبنا البطل ومقاومته الباسلة.
تصعيد في الضفة ولبنان والعراق والبحر الأحمر
في الضفة الغربية، أصيب طفلان فلسطينيان برصاص مستوطنين في قرية دير قديس غربي مدينة رام الله.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ليلة السبت- الأحد، نحو 60 فلسطينيًا من الضفة الغربية، بينهم 5 طالبات جامعيات، ليرتفع الإجمالي إلى 3480 معتقلًا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
على جبهة لبنان، أعلن حزب الله استهداف 7 مواقع للاحتلال على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، وهي زبدين والرادار ورويسات العلم و حانيتا والراهب وراميا، وقاعدة بيت هيلل.
في المقابل، أعلن جيش الاحتلال إصابة 11 شخصًا بينهم 8 جنود جراء إطلاق "حزب الله" صاروخًا مضادًا للدروع على قاعدة بيت هيلل، مضيفًا أنّ قواته ردّت على هجمات حزب الله بمهاجمة البنى التحتية له في الأراضي اللبنانية.
بدورها، أعلنت جماعة الحوثي استهداف سفينتين إسرائيليتين عند باب المندب، متوعّدة إسرائيل بضربات "موجعة وقاصمة"، إثر عودة العدوان على قطاع غزة.
وفي العراق، أعلنت المقاومة الإسلامية استهداف القاعدة الأميركية في القرية الخضراء في سوريا ردًا على الجرائم بغزة.
كما استهدف هجوم صاروخي قاعدة عين الأسد التي تضم قوات أميركية غربي العراق.
تصعيد الإبادة الجماعية
إنسانيًا، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن إسرائيل تُصعد من حرب "الإبادة الجماعية" في القطاع، وتستخدم قنابل تزن الواحدة منها 2000 رطل، مشددًا على أنّ السكان يواجهون "كارثة إنسانية حقيقية على جميع المستويات، منها صعوبة الحصول على الماء والدواء".
كما أعلن الدفاع المدني في غزة عجزه عن انتشال آلاف الشهداء من تحت الأنقاض جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع والعجز الكبير في الإمكانات والآليات.
بدورها، حذّرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" من "تفشّي الأمراض المعوية والجلدية والتهاب الكبد الوبائي بقطاع غزة".
وأكد مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك أنّ "الاستئناف الوحشي للأعمال العدائية في قطاع غزة والأثر المروع على المدنيين يؤكدان الحاجة إلى إنهاء العنف".
قطر تواصل جهودها لاستئناف الهدنة
سياسيًا، أكدت دولة قطر مواصلة جهودها مع الدول الفاعلة كافة لاستئناف الهدنة، وصولًا إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وجدّد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني المطالبة بتحقيق دولي فوري وشامل ومحايد في جرائم الاحتلال بغزة.
ورأى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أنّ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بدأت بحضور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لاجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي، مضيفًا أنّ النشاط العسكري في المنطقة سيتوسّع إذا استمرّ التصعيد الإسرائيلي في غزة.
من جهته، قال الرئيس الكوبي ميغيل ماريو دياز- كانيل برموديز إنّ غزة تشهد "إبادة جماعية"، منتقدًا الهجمات والغارات الإسرائيلية على قطاع غزة.