شاع مصطلح الإبادة الجماعية في الفترة الأخيرة عقب العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حيث قتَلت إسرائيل أكثر من 15800 فلسطيني وجرحت أكثر من 42 ألفًا آخرين.
وبلغت نسبة الأطفال والنساء 70% من الضحايا، وسط دعوات إسرائيلية إلى تهجير سكان القطاع.
ما هي الإبادة الجماعية؟
لأول مرة، صاغ المحامي البولندي رافائين ليمكين تعبير "الإبادة الجماعية" في كتابه "حكم المحور في أوروبا المحتلة" الذي نُشر عام 1944، على خلفية تصرفات الاحتلال الألماني في بعض الدول الأوروبية.
بشكل عام، لا تعني جريمة الإبادة الجماعية بالضرورة التدمير الفوري والمباشر لأمة، وإنّما القصد من هذا المصطلح الدلالة على خطة مُنسّقة من أفعال مختلفة تهدف إلى تدمير الأسس الجوهرية لحياة الجماعات القومية، بهدف إبادة الجماعات نفسها.
عام 1946، اعترفت الأمم المتحدة لأول مرة بجريمة "الإبادة الجماعية". وعرّفتها في اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.
أركان الإبادة الجماعية
تعني الإبادة الجماعية أيًّا من الأفعال التالية المرتكبة بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية:
- قتل أعضاء من الجماعة.
- إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة.
- إخضاع الجماعة عمدًا لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كليًّا أو جزئيًّا.
- فرض تدابير تستهدف الحيلولة دون إنجاب الأطفال داخل الجماعة.
- نقل أطفال من الجماعة عنوة إلى جماعة أخرى.
واحتفظ نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية بتعريف الأمم المتحدة للإبادة الجماعية. وفصّل في أركان الجرائم المتعلقة بها بجعل النية ركنًا لأصناف الإبادة الجماعية الخمسة. كما شرطها بأَن تحدث "في سياق نمط سلوك مماثل واضح موجّه" بقصد "التدمير الكلي أو الجزئي" لجماعة بشرية.
ماذا عن التهجير؟
لم تُخف إسرائيل في حربِها المتواصلة على قطاع غزة، نيتها تهجير سكان القطاع، إذ ظهرت دعوات علنية للتهجير والقضاء على وجود الفلسطينيين في غزة.
كان أوضحها دعوة وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إلى إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة.
وردّدت هذه الدعوة ريفيتال جوتليف النائبة عن "الليكود" في الكنيست، التي دعت جيش الاحتلال إلى استخدام صاروخ "أريحا" النووي على غزة.
وإن لم يتحدّث المسؤولون الإسرائيليون علنًا عن التهجير، فقد أسرّوا بخططه إلى حكومات عربية وغربية في محاولة لدفع سكان غزة إلى صحراء سيناء.