أكّد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، خلال الجلسة الأسبوعية للحكومة بمدينة رام الله الثلاثاء، أن خطة تهجير الشعب الفلسطيني "ما زالت مطروحة" على طاولة الإسرائيليين.
فبحسب بيان صدر عن مكتبه، اتهم اشتية في كلمته، إسرائيل بالعمل على جعل قطاع غزة مكانًا غير قابل للحياة. وقال: "دخل العدوان شهره الثالث، وأهلنا في قطاع غزة مشردون من بيوتهم، ويجري دفع الناس جميعًا نحو رفح، حيث لا زالت هناك خطة التهجير على طاولة الإسرائيليين".
وأشار اشتية إلى أن دولة قبرص تقدّمت بمقترح لإنشاء ممر مائي لإيصال مساعدات إلى قطاع غزة، مؤكدًا أن "المطلوب من إسرائيل هو فتح المعابر القائمة والمؤدية إلى قطاع غزة وعدم حصرها بمعبر رفح فقط، وبواخر لنقل الطعام والدواء تكون عبر الموانئ الموجودة وليس بعرض البحر".
كما عبّر اشتية عن قلقه من أن "تكون هذه البواخر للترحيل"، وقال: "أبلغنا قبرص رفضنا لهذه الآلية رغم إدراكنا أن النوايا صادقة".
السلام عبر إنهاء الاحتلال
كما ندّد بكل من يشجع إسرائيل على الاستمرار في القتل. وأضاف: "إسرائيل تبحث عن حلول أمنية، هذا المنهج الذي تتبناه لم ولن يجلب لها السلام".
واعتبر أن "الأمن لا يجلب السلام، ولا الاقتصاد ولا غيره، الذي لم تجربه إسرائيل إن أرادت السلام هو إنهاء الاحتلال الذي وقع على أرضنا، لن تنعم إسرائيل بالسلام، وعليها أن تفهم أن الأرض مقابل السلام هو الحل".
وحول الموقف الأميركي من الحرب، قال اشتيه: "نراقب سياسة الولايات المتحدة التي تشوبها الفوضى والمرتبكة دوليًا والمؤيدة لإسرائيل، تقول إنها ضد قتل المدنيين لكنها تمنع قرارات مجلس الأمن لوقف الحرب".
نتنياهو مستعد لاحتمال حرب ضد القوى الفلسطينية في الضفة
ومن جهة أخرى، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن حكومته "تستعد" لاحتمالية خوض حرب ضد قوى أمنية فلسطينية بالضفة الغربية، إذا تعاونت مع حركة "حماس" ضد الجيش الإسرائيلي.
وجاءت تصريحات نتنياهو خلال نقاش مغلق للجنة الخارجية والأمن البرلمانية، أمس الإثنين، وفق ما أشارت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية.
وذكرت الهيئة: "أنه خلال المناقشة المغلقة التي جرت في لجنة الشؤون الخارجية والأمن مع رئيس الوزراء، سأل أعضاء الكنيست (البرلمان) نتنياهو عن إمكانية حدوث سيناريو عكسي، وهي الحالة التي توجه فيها قوات السلطة الفلسطينية أسلحتها نحو الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية كجزء من التعاون بين حماس والسلطة الفلسطينية".
"السيناريو العكسي مألوف لدينا"
وأضافت: "أن نتنياهو ردّ قائلًا إن السيناريو العكسي مألوف لدينا ومطروح على الطاولة، ونحن نناقش ذلك، ونريد أن نصل إلى وضع إذا وقع أمر كهذا، ففي غضون دقائق قليلة ستكون هناك مروحيات في الجو ترد على مثل هذا الحادث".
وكان نتنياهو قد أكد في الأسابيع الأخيرة رفضه عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة بعد انتهاء العدوان. وأعلنت إسرائيل أن الحرب تهدف إلى "إنهاء حكم حماس في غزة والقضاء على قدراتها العسكرية وإعادة الأسرى الإسرائيليين".
نتنياهو: اتفاق أسلو كارثة
وأضافت هيئة البث: "في المناقشة قال نتنياهو: اتفاق أوسلو هو كارثة أسفرت عن نفس عدد الضحايا كما حدث في 7 أكتوبر، لفترة أطول من الزمن. اتفاقات أوسلو هي الخطأ الأساسي، لقد أخذت أكبر عدد من الضحايا، إنها العامل المناهض للصهيونية والمعادي لليهود هنا".
وأضاف نتنياهو خلال الجلسة: "سيكون قطاع غزة تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية، وبعد الحرب، ستعمل في غزة إدارة مدنية وسيتم إعادة تأهيل القطاع بقيادة دول الخليج، ولن نستسلم للضغوط الدولية"، وفق الهيئة.
وكان نتنياهو أعلن مرارًا في الماضي رفضه اتفاق أوسلو الذي تم توقيعه بالأحرف الأولى بالبيت الأبيض في 1993.