تتفنـّن إسرائيل في قتل الأطفال والنساء في غزة، وتتفاخر بنوعية السلاح الذي تقتلهم به.
كما أنها لا تـخفي جرائمـها الفظيعة ضدهم ولا تتستر عليها، فهذه الجرائم تنقل إلى العالم بالصوت والصورة، دون أن يوقفها أحد، فهي تتعامل وكأنها كيان فوق القانون ولا يحق لأي جهة محاسبتها.
جريمة موثقة في مركز إيواء بجباليا
فقد لجأ المواطن الفلسطيني يوسف خليل إلى مدرسة شادية في مخيم جباليا للاجئين، شمالي قطاع غزة في محاولة لحماية عائلته وأطفاله من القصف الإسرائيلي الذي لا يميز بين أحد.
لكن ما لم يتوقعـه خليل هو أن يدخل جنديان الغرفة أثناء نوم أطفاله، ويطلقا النار على من فيها، ما أدى إلى استشهاد تسعة أشخاص ومنهم أطفال خليل.
وتساءل خليل بحرقة: "كيف يطخـّوا أولادي وأولاد أولادي أمام عيني؟".
وروى قصتـه التي نشرتها وكالة "رويترز"، في معرض توثيق الانتهاكات الإسرائيلية في حق المواطنين الفلسطنيين، وقال: إن الجنديين أطلقا النار في كل اتجاه داخل الغرفة التي أحتمي فيها مع أطفالي، وعندما توقفا عن إطلاق النار كنت أريد الخروج ولكن الجنديين لم يسمحا لي.
عائلات تُباد دون شهود
ويوسف خليل هو مـسن فلسطيني وواحد من فلسطينيين كثر، ربما أسعفه الوقت والإمكانية لأن يوثق قصتـه المؤلمة ويرويها للعالم، في وقت تـباد فيه عائلات بأكملها وتـمحى من السجلات دون أن يبقى شاهد يـحدّث ربما عن لحظاتها الأخيرة.
ويواجه الاحتلال في الآونة الأخيرة انتقادات دولية واسعة النطاق، بسبب العدد الكبير من الشهداء المدنيين بفعل القصف الجوي والمدفعي لغزة، في الحرب التي بدأت في أكتوبر/ تشرين الأول، ودخلت يومـها الرابع والسبعين.
وتقول السلطات الصحية الفلسطينية في قطاع غزة إنها تأكدت من استشهاد نحو عشرين ألف شخص، معظمهم بسبب القصف، وإنّ هناك آلاف الجثث تحت الأنقاض لا يشملـها الإحصاء.