تعهّدت موسكو أمس السبت بالرد على الهجوم على بيلغورود المتاخمة للحدود مع أوكرانيا، الذي أسفر عن مقتل 21 شخصًا على الأقل وإصابة 111 آخرين وتحمّل موسكو أوكرانيا مسؤوليته، مؤكّدة أنه لن يمر "بدون عقاب".
وخلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي في نيويورك، قالت موسكو أمس السبت إن أوكرانيا قامت بارتكاب "عمل إرهابي متعمد"، واستخدمت ذخائر عنقودية لضرب بيلغورود.
"لندن وواشنطن تتحملان المسؤولية"
وصرّح السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، إنه "هجوم أعمى ومتعمّد ضد هدف مدني"، متهمًا كييف باستهداف مركز رياضي وحلبة للتزلج على الجليد وجامعة، معتبرًا أنه "أمام أعضاء مجلس الأمن فرصة للقيام بواجبهم وتقويم ما حدث بموضوعية".
وأظهرت صور نُشرت على الإنترنت سيارات تشتعل فيها النيران، ومباني نوافذها محطمة، وتصاعد أعمدة من الدخان الأسود.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الهجوم الدامي على مدينة بيلغورود "لن يمرّ بدون عقاب".
وفيما أشارت إلى أن الدفاعات الروسية تمكّنت من اعتراض صاروخَين و"معظم" القذائف التي أُطلقت على المدينة، ما جنّب وقوع عدد "أكبر بكثير" من الضحايا، قالت إن قذائف عدة سقطت على بيلغورود، بالإضافة إلى حطام صواريخ.
بدورها، حمّلت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مقابلة مع وكالات أنباء روسية، مسؤولية الهجوم إلى "المملكة المتحدة" و"الولايات المتحدة"، اللتين "تشجّعان نظام كييف على القيام بأعمال إرهابية".
وتوقّع نائب رئيس مجلس الدوما بيوتر تولستوي ردًا "قاسيًا"، معتبرًا أن هذا الهجوم دليل على أنه "لا يمكن" إجراء مفاوضات مع أوكرانيا.
"الأكثر حصدًا للضحايا المدنيين"
وفي هذه الأخيرة، استهدفت سلسلة ضربات مباني وجناحًا للولادة ومركزًا للتسوق وبنى تحتية صناعية وعسكرية، بحسب وكالة "فرانس برس".
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: "في الوقت الحالي، لدينا 39 قتيلًا للأسف" في كل أنحاء البلاد، مضيفًا أن حوالي مئة شخص أصيبوا بجروح. وفي وقت لاحق، عثر على ضحية أخرى تحت أنقاض في كييف، لترتفع حصيلة القتلى إلى 40.
وأشار رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو إلى أن الهجوم هو "الأكثر حصدًا للضحايا المدنيين"، معلنًا "يوم حداد" في الأول من يناير/ كانون الثاني.
إلى ذلك، قُتل ثلاثة أشخاص في مناطق خيرسون وزابوريجيا وتشرنيغيف، بحسب السلطات المحلية المختلفة.
وكان أُصيب 20 شخصًا بجروح في هجوم وقع في خاركيف، بحسب المدّعي العام الذي أشار إلى أن فندقًا وحضانة ومباني ومطاعم تضررت.
وقد أثارت الضربات الروسية إدانات دولية حازمة، وتحدّث الأمين العام للأمم المتحدة عن "هجمات مروعة".
وتنهي هذه الهجمات عامًا صعبًا بالنسبة إلى أوكرانيا اتسّم بفشل هجومها المضاد الصيفي، وتعزيز إمكانات قوات موسكو.
وتزيد هذه الأخبار قلق كييف في حين بدأت المساعدات الغربية الآتية من أوروبا كما من الولايات المتحدة تشحّ، مع زيادة خطر وقف تدفق الذخائر والأموال.
ووجه زيلينسكي السبت نداء جديدًا إلى حلفائه، مؤكدًا أن تسليح أوكرانيا "وسيلة لحماية الأرواح".
