يثير قلق تل أبيب.. جيل جديد من اليهود يرفض جرائم إسرائيل
تزداد أعداد اليهود الذين يعلنون تضامنهم مع الفلسطينيين منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم.
فقد كان لافتًا تنظيم بعضهم مظاهرات في عدّة مناطق بأنحاء مختلفة من العالم، حملوا فيها شعارات تطالب بوقف فوري للإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة.
"ليس باسمنا"
وفي مظاهرة جرت في الولايات المتحدة خاطب شاب الجموع قائلًا: "هذه إبادة.. بصفتنا يهودًا من نيويورك نحن هنا لنقول ليس باسمنا".
وعلى تيك توك، نشرت الناشطة اليهودية غريدلين كارفر مقطع فيديو تتساءل فيه: "ما سبب الإرهاب؟ هل يتمثّل في كون هؤلاء الأشخاص العنيفين والسيئين يريدون إيذاء الآخرين بالشكل الذي يصورون به حماس؟ أم أن هناك مجموعة ضغط أكبر حاصرتهم وانتهكت حقوقهم وحرياتهم وحقهم في الحياة الطبيعية؟".
كما أن بعض المشاركين في الوقفات الاحتجاجية اعتقل أو دخل في مواجهات مع الشرطة، فيما ردد المحتجون بصوتٍ واحد: "أوقفوا إطلاق النار الآن!"، و"دعوا غزة تعيش".
صدع بين إسرائيل واليهود الشباب
هذه المشاهد غير التقليدية، أظهرت صدعًا كبيرًا في العلاقة بين إسرائيل وكثير من اليهود الشباب، الذين باتوا يوصفون بـ"الكارهين لأنفسهم" وبـ"اليهود القمامة" من قبل المؤيدين لسياسات الحكومة الإسرائيلية.
وتختصر ناشطة يهودية رسالة الأصوات المعارضة للاحتلال، والأعداد الكبيرة من اليهود الرافضين للأيديولوجيا الصهيونية.
فقد ظهرت ناشطة في مقطع فيديو يعود تاريخه لمايو/ أيار 2021 وهي تقول: "معظمنا نشأ في أسر صهيونية وفي مؤسسات صهيونية، كان علينا الخضوع لعمليّات تحوّل هائلة للوصول إلى هنا لمعرفة الحقيقة".
ويترجم الصدع في الجيل الجديد لليهود أيضًا، بعدم معرفتهم بزئيف جابوتنسكي، إذ تبيّن أن عددًا كبيرًا من الشباب الإسرائيلي لا يعرفونه وفقًا لاستطلاع أجرته وكالة "شيلوف" للرأي الإسرائيلية في يوليو/ تموز2023.
وتأتي نتائج هذا الاستطلاع على الرغم من أن جابوتنسكي يعدّ أحد رواد الحركة الصهيونية، ويحتفل بذكراه سنويًا فيما يعرف بـ"جبل هرتزل".
فإن كان هؤلاء الذين ولدوا ونشأوا وتعلموا في المدارس الإسرائيلية لم يعرفوه، فما بالكم باليهود الشباب من غير الإسرائيليين الذين لا يشعرون بأي ارتباط عاطفي تجاه الدولة اليهودية، وعددهم ليس بقليل.
بالإضافة إلى ذلك، أظهر استطلاع للرأي أجراه المعهد الانتخابي اليهودي في يوليو/ تموز 2021 أن 25% من اليهود يعتقدون أن إسرائيل دولة فصل عنصري، في حين أجمع 22% على أن الاحتلال يرتكب إبادة جماعية في حق الفلسطينيين.
كما أن 20% من اليهود دون سن الـ 40 ممن شملهم الاستطلاع، لا يعترفون أصلًا بحق إسرائيل في الوجود.
منظمات يهودية ضد الاحتلال
هذه الأرقام وعلى الرغم من أنها تبدو أقلية إلا أنها مقلقة لإسرائيل، وإن دلّت على شيء فهي على وجود هوّة كبيرة بين إسرائيل وكثير من اليهود الشباب الذين ينادون بالفصل بين الهوية اليهودية وإسرائيل.
فشريحة كبيرة من الشباب ترفض أن تكون إسرائيل هي المتحدث الحصري باسم اليهود في العالم، حتى أنهم بدأوا في تشكيل منظمات تجمعهم وتعبر عن آرائهم المعارضة لجرائم الاحتلال.
وتبرر هذه المنظمات مناهضتها للصهيونية انطلاقًا من حجج دينية وأخلاقية وسياسية، وعلى رأسهم منظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام" التي تصف نفسها بـ"أكبر منظمة يهودية تقدمية مناهضة للصهيونية في العالم".
كذلك، تدعو مثل هذه المنظمات لإنهاء الدعم الأميركي لإسرائيل وتذهب حتى إلى حدّ دعم حملات مقاطعة إسرائيل ومؤيديها وتحضر اليوم بقوة خلال الاحتجاجات الداعمة للفلسطينيين ضدّ العدوان الإسرائيلي على غزة.