كشف مدير مكتب صحيفة "العربي الجديد" في غزة الزميل ضياء الكحلوت ظروف اعتقاله من قبل قوات الاحتلال في السابع من ديسمبر/ كانون الثاني الماضي من مدينة بيت لاهيا.
وقال الكحلوت في حديث إلى "العربي"، إنّه نزح من بيت الكرامة غرب غزة في اليوم الثاني من الحرب إلى مشروع بيت لاهيا شمال القطاع.
وعن يوم اعتقاله في السابع من ديسمبر، يروى الزميل الكحلوت أن جيش الاحتلال نادى على المواطنين في المنطقة التي كان يتواجد فيها للخروج من منازلهم قبل أن يُعتقل برفقة فلسطينيين آخرين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عامًا.
وأوضح أنّ الاحتلال طلب من المعتقلين خلع ملابسهم باستثناء تلك الداخلية، مع ما رافق ذلك من معاملة قاسية رغم نفيهم أي علاقة بحركة المقاومة الفلسطينية "حماس".
وأضاف أنّه رأى بأم العين كيف كان جنود الاحتلال يضعون الأسلحة أمام المعتقلين وتصويرهم للإيحاء بأنهم مقاتلون، قبل أن يتمّ نقلهم إلى الشارع الرئيسي حيث أقلّهم جيش الاحتلال في 3 شاحنات كبيرة إلى موقع زيكيم العسكري.
رحلة عذاب
وقال إنّ جهاز "الشاباك" استجوبه متهمًا إياه بأنّه قيادي في حركة "حماس" حيث اعتدى عليه جنود الاحتلال، مضيفًا أنّ جزءًا كبيرًا من التحقيق في البداية تركّز على عمله في "العربي الجديد"، وآلية عمل الصحيفة، في دليل على استيائهم من التغطية الإعلامية للصحيفة خلال الحرب على غزة.
وبعد التحقيق في زيكيم، قال الكحلوت إنّه جرى نقله ومعتقلين آخرين عراة إلى موقع عسكري آخر لا يعرفه، ثمّ نقلوا من جديد في رحلة عذاب إلى منطقة مليئة بالحصى وتم رميهم عليها حيث أصيبوا بجروح جسدية لم تُشفى حتى الآن.
وأضاف أنّه بعد ذلك، جرى نقلهم إلى موقع البركسات العسكري الضخم للاحتجاز، والذي كان يضمّ أسرى سابقين من قطاع غزة.
وأشار إلى أنّه في اليوم التاسع من الاعتقال، جرى التحقيق معه لأول مرة داخل السجن، مضيفًا أنّه جلس لمدة 25 يومًا على ركبتيه من دون القدرة على التحرك أو حتى الالتفات يمينًا أو شمالًا.
وأوضح أنّه حمل الرقم 059889 في السجن، وأنّه خلال الأيام الـ33 من الاعتقال، كان مقيّد اليدين بالسلاسل الحديدية، ومعصوب العينين، ناهيك عن رداءة الغذاء، لافتًا إلى أنّه فقد 20 كيلوغرامًا من وزنه خلال هذه الفترة.
وأشار إلى أنّه في فجر اليوم الـ34 للاعتقال، جرى تكبيل أيدي المعتقلين المفرج عنهم من الخلف لمدة ساعة ونصف قبل أن يُنقلوا بالباصات إلى معبر كرم أبو سالم والإفراج عنهم.
وأكد أنّه لا يزال يشعر أنّه يداه مكبّلتان، وأنّه يسمع صوت النداء على الأسرى حتى بعد الإفراج عنه.