قال الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، إنه لا يعتقد أن الضربات الأميركية والبريطانية ضد الحوثيين في اليمن أوقعت "ضحايا مدنيين"، واصفًا في الوقت نفسه الجماعة اليمنية بأنها "تنظيم إرهابي".
وأعرب الرئيس الأميركي خلال زيارة إلى آلنتاون في ولاية بنسيلفانيا عن اعتقاده بأن "أي ضحايا مدنيين لم يسقطوا"، معتبرًا أن هذا الأمر يشكل دليلًا إضافيًا على نجاح الضربات، حسب رأيه.
وقال بايدن إن واشنطن سترد على الحوثيين إذا واصلوا سلوكهم الذي وصفه بأنه مثير للغضب.
دعوة أممية إلى "عدم التصعيد"
وبعد الضربات الجوية الأميركية والبريطانية، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى "عدم التصعيد"، على ما قال الناطق باسمه في وقت لاحق الجمعة.
وقال ستيفان دوجاريك: "يدعو الأمين العام كل الأطراف المعنية إلى عدم تصعيد الوضع بشكل أكبر من أجل السلام والاستقرار في البحر الأحمر والمنطقة".
وشنّت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات على أهداف في مناطق خاضعة لسيطرة جماعة الحوثي في اليمن، بعد استهدافهم على مدار أسابيع سفنًا تجارية في البحر الأحمر تضامنًا مع قطاع غزة الذي يشهد حربًا إسرائيلية شاملة منذ السابع من شهر أكتوبر/ تشرين أول الماضي.
روسيا: "خطوة تفضي إلى التصعيد"
وعزز القصف المخاوف من امتداد الحرب على غزة إلى المنطقة. وفي هذا السياق، من المقرر أن يجتمع مجلس الأمن الدولي بشكل عاجل بعد ظهر الجمعة لبحث هذا الموضوع بناء على طلب من روسيا.
وأدانت روسيا الجمعة الضربات الأميركية والبريطانية الليلية على أهداف تابعة للحوثيين في اليمن، مشددة على أنها خطوة تفضي "إلى التصعيد".
وأكد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أمام صحافيين: "إننا ندين" هذه الضربات التي اعتبرها "غير مشروعة بموجب القانون الدولي".
وأكد بيسكوف أن روسيا "دعت مرارًا الحوثيين إلى التخلي عن هذه الممارسات التي نعتبرها غير صائبة".
وكانت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قد نددت بالضربات واعتبرتها خطوة تفضي إلى "التصعيد" وتحمل "أهدافًا مدمّرة".
وقالت على "تلغرام": إن "الضربات الأميركية في اليمن هي مثال آخر على التضليل الذي يمارسه الانغلوسكسونيون.. و(تمثّل) انتهاكًا تامًا للقانون الدولي بهدف التصعيد في المنطقة ليحققوا أهدافهم المدمّرة".
وكان مجلس الأمن قد تبنى قرارًا الأربعاء يطالب بوقف "فوري" لهجمات الحوثيين على سفن في البحر الأحمر، مشيرًا أيضًا إلى حق الدول الأعضاء في الدفاع عن السفن ضد مثل هذه الهجمات.
أنقرة مع التهدئة في خليج عدن
إلى ذلك، قالت مصادر دبلوماسية تركية إن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان دعا نظيره البريطاني ديفيد كاميرون إلى تهدئة التوتر في خليج عدن خلال اتصال هاتفي مساء الجمعة.
وقالت المصادر، وفقًا لوكالة "رويترز"، إن فيدان أشار إلى وجود صراعات كثيرة بالفعل في الشرق الأوسط وأنه ينبغي خفض التوتر في خليج عدن.
وقال مسؤول أميركي كبير اليوم الجمعة إن الولايات المتحدة وبريطانيا ضربتا ما يقرب من 30 موقعًا في اليمن خلال الليل باستخدام أكثر من 150 وحدة ذخيرة، وهي أرقام أعلى مما تم الكشف عنه سابقًا.
وقال اللفتنانت جنرال دوغلاس سيمز مدير العمليات بهيئة الأركان المشتركة لصحافيين، إنه لا يتوقع عددًا كبيرًا من الضحايا جراء الضربات التي وقعت يوم الخميس لأن الأهداف المشار إليها كانت في مناطق ريفية.
وأوضح أن واشنطن تتوقع أن يحاول الحوثيون الرد، مضيفًا أن الجماعة أطلقت صاروخًا بالستيًا مضادًا للسفن في وقت سابق من اليوم ولم يصب أي سفينة.