أثار الهجوم الجوي الذي شنته القوات الأميركية والبريطانية على مدن يمنية، وأعلن البيت الأبيض أنه استهدف مواقع تابعة لجماعة الحوثي، سلسلة من المواقف السياسية.
وفيما حثّت السعودية على ضبط النفس وتجنب التصعيد، دعت روسيا لعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لبحث المسألة اليوم الجمعة، بينما قالت الولايات المتحدة وحلفاؤها في بيان مشترك إثر الضربات الجوية على اليمن أن " هدفنا الرئيسي يبقى متمثّلا في تهدئة التوتّر واستعادة الاستقرار في البحر الأحمر".
وشُنت الضربات الليلة الماضية بدعم من عدد من الدول الحليفة لواشنطن ولندن، ردًا على سلسلة هجمات تشنها جماعة الحوثي على سفن ترتبط بإسرائيل تضامنًا مع الشعب الفلسطيني منذ بدء عدوان الاحتلال على قطاع غزة.
إدانات وتحذيرات
وفي سياق ردود الفعل، قال الناطق باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في معرض تنديد بلاده: إن طهران تدين "بشدة الهجمات على عدة مدن يمنية"، مؤكدًا أن الضربات "عمل تعسفي وانتهاك واضح لسيادة اليمن، ووحدة أراضيه وانتهاك للقوانين والأعراف الدولية".
وفيما حذر من أن الضربات "لن تساهم فقط في تأجيج عدم الاستقرار وانعدام الأمن"، بل ستؤدي إلى "تحويل اهتمام العالم عن الجرائم" المرتكبة في غزة. حثّ المجتمع الدولي على التحرك "لتجنب اتساع نطاق الحرب".
بدورها، وجهت موسكو انتقادات حادة لكل من واشنطن ولندن، وقالت: إن تلك الهجمات أدت إلى تصعيد التوتر في أنحاء الشرق الأوسط، وأظهرت تجاهلًا تامًا للقانون الدولي، مطالبة باجتماع عاجل لمجلس الأمن.
واعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن "الضربات الجوية الأميركية في اليمن مثال آخر على مخالفة الأميركيين والبريطانيين لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة". وأضافت أن الضربات "ستؤدي إلى تصعيد الموقف في المنطقة".
من جانبها، أِشارت الناطقة باسم الخارجية في بكين ماو نينغ أن "الصين تشعر بالقلق من تصعيد التوتر في البحر الأحمر"، داعية الأطراف المعنية إلى التهدئة وممارسة ضبط نفس لمنع اتساع رقعة النزاع.
وشددت بكين على أن "منطقة البحر الأحمر ممر مهم (للعمليات) اللوجستية الدولية وتجارة الطاقة"، آملة أن تتمكن الجهات المعنية من القيام بدور بنّاء ومسؤول في ما يتعلّق بحماية الأمن الإقليمي والاستقرار في البحر الأحمر، بما يتوافق مع المصالح المشتركة للمجتمع الدولي.
إلى ذلك، اعتبر حزب الله اللبناني أن "العدوان الأميركي يؤكد مرة جديدة أن أميركا هي الشريك كامل الشراكة في المآسي والمجازر، التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة وفي المنطقة".
أما حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، فنددتا بالهجمات الأميركية البريطانية، وحملت حماس الطرفين مسؤولية تداعيات الهجوم.
وقالت في بيان: إن "العدوان الغاشم" على اليمن هو عمل "غير محسوب، واقعٌ تحت تأثير إرادة الاحتلال الصهيوني، ولن يزيد المنطقة إلا اشتعالاً وتوترًا؛ تتحمَّل مسؤولية تداعياته واشنطن ولندن".
بدورها، رأت حركة الجهاد الإسلامي في بيان أن "هذا العدوان يأتي في سياق المظلة العسكرية التي توفرها دول الاستعمار الغربي لثكنتها العسكرية في فلسطين”.
وأضافت الحركة أن ذلك "يؤكد أن الإدارة الأميركية هي التي تدير حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة"، داعية "الأمتين العربية والإسلامية إلى التحرك رفضًا للعدوان على اليمن الذي نهض دفاعًا عن غزة، ومقدسات المسلمين في فلسطين".