شنت القوات الأميركية والبريطانية في أول ساعات اليوم الجمعة ضربات جوية استهدفت عددًا من مواقع جماعة الحوثي في اليمن، شملت مواقع عسكرية ومطارات، وقواعد لتخزين الأسلحة والصواريخ.
وقال مسؤول أميركي في البنتاغون: إن الهجوم استهدف القدرات الحوثية للطائرات المسيّرة، والزوارق المسيّرة، والرادارات الساحلية والاستطلاع الجوي، ومواقع تخزين وإطلاق الصواريخ الباليستية، ومواقع صواريخ كروز، وأكد أن الضربات تمت بالطائرات الحربية، وصواريخ توما هوك من البحر.
بدوره، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن القوات الأميركية والبريطانية "نفذت بنجاح ضربات ضد عدد من الأهداف في اليمن يستخدمها المتمردون الحوثيون لتعريض حرية الملاحة للخطر" في البحر الأحمر، على حد وصفه.
وقال: إن الضربات نُفذت "بدعم" من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا، مضيفًا في بيان "لن نتردد" في "إصدار أمر باتخاذ مزيد من الإجراءات" إذا لزم الأمر.
وتضامنًا مع قطاع غزة الذي يتعرّض منذ أكثر من ثلاثة أشهر لعدوان إسرائيلي بدعم أميركي، استهدف الحوثيون سفن شحن في البحر الأحمر تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.
وقد وضعت تهديداتها تجارة إسرائيل البحرية في "مأزق"، في ظل تراجع الواردات وارتفاع تكاليف النقل، وسط تحذيرات من تأثير تلك التهديدات على التجارة العالمية.
رد حوثي مباشر
وبحسب قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين، فإن الضربات الأميركية والبريطانية استهدفت "قاعدة الديلمي الجوية شمال العاصمة، ومحيط مطار الحديدة، ومناطق في مديرية زبيد، ومعسكر كهلان شرقي مدينة صعدة، ومطار تعز، ومعسكر اللواء 22 بمديرية التعزية، والمطار في مديرية عبس".
وفي حديث مع "العربي"، قال مسؤول في حكومة صنعاء من جماعة الحوثي: إن هذا "العدوان، كان ضمن القراءة التي وضعتها القوات المسلحة للحوثيين في الحسبان، ولم تحتَجْ هذه القوات لأكثر من 7 دقائق للرد على القصف الأميركي البريطاني على اليمن".
وذكر مستشار الإعلام في حكومة صنعاء توفيق الحميري عبر "العربي"، أنه تم ضرب بوارج أميركية، وسفنًا معتدية على الجمهورية اليمينة".
وأضاف: "هذه المعركة لن تنتهي إلا برحيل الولايات المتحدة من المنطقة". وختم: "نحن نملك النفس الطويل، وهذه المعركة التي ننتظرها".
الحوثيون "مستمرون"
من جانبه، أكد عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي في حديث لـ"العربي"، أن الحوثيين سيستمرون في تنفيذ عملياتهم في البحر الأحمر لدعم الشعب الفلسطيني، وبأن اليمن سيرد على هذه الهجمات ولا بد أن يكون هناك ثأر.
ولفت إلى أن أميركا وبريطانيا حرمتا نفسيهما من عبور البحر الأحمر وباب المندب، وأن لدى الجماعة خيارات موجعة ضد مصالح أميركا وبريطانيا في المنطقة.
كما أشار الناطق باسم جماعة الحوثي يحيى السريع في بيان إلى أن الهجمات الحوثية "كانت وستبقى موجهة ضد السفن الإسرائيلية، أو تلك المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة".
وأضاف: "الولايات المتحدة وبريطانيا مخطئتان إن فكرتا أنهما ستردعان اليمن عن مساندة فلسطين وغزة".
إلى ذلك، دعت الخارجية السعودية في بيان صباح اليوم، إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد. وقالت: "نتابع بقلق بالغ العمليات العسكرية التي تشهدها منطقة البحر الأحمر والغارات الجوية التي تعرضت لها عدد من المواقع في الجمهورية اليمنية".