واصلت آلة القتل الإسرائيلية استهداف الفلسطينيين في غزة بعد مرور 100 يوم على بدء العدوان، فيما تتصدى المقاومة الفلسطينية لتوغل قوات الاحتلال في القطاع، عبر عمليات وكمائن نوعية وقصف المستوطنات.
واليوم الأحد، استشهد عشرات الفلسطينيين وأُصيب آخرون في سلسلة غارات شنتها طائرات ومدفعية وزوارق الاحتلال الإسرائيلي على مختلف المناطق في قطاع غزة.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن مصادر طبية قولها: "في اليوم الـ100 للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وصل 4 شهداء إلى مجمع الشفاء بمدينة غزة بينهم ثلاثة من حي الشيخ عجلين".
كما استشهد مواطن على الأقل وأصيب عدد آخر جراء قصف إسرائيلي استهدف سيارة مدنية في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
إلى ذلك، استشهد فلسطينيان وأُصيب آخرون، في قصف الاحتلال الإسرائيلي خلال إصلاح خط الصرف الصحي في بلدة عبسان شرق خانيونس جنوبي قطاع غزة.
وعُثر على جثث 10 شهداء في مجزرة كان قد ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في أحد المنازل، بعد تراجع آلياته عن مدخل مخيم المغازي وسط القطاع، كما انتشلت طواقم الإسعاف جثماني شهيدين من طواقم شركة الاتصالات استهدف الاحتلال سيارتهما أمس وسط البلد في خانيونس.
وفي سياق العدوان على غزة، قصفت مدفعية الاحتلال بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة، وقصف الطيران الحربي الإسرائيلي على أحياء تل الهوى والشيخ عجلين غرب مدينة غزة. كما قصفت الطائرات الحربية منزلًا لعائلة أبو السبح في منطقة البصة بدير البلح وسط القطاع، ما أدى لوقوع عدد من الإصابات.
واستهدفت غارة من طيران الاحتلال وسط مدينة خانيونس جنوب غزة، وأخرى المناطق الشمالية الشرقية لمخيم البريج وسط القطاع.
وقد أعلنت وزارة الصحة في غزة الأحد، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 23 ألفًا و968 شهيدًا و60 ألفًا و582 مصابًا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأضافت أن "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب أكثر من 2000 مجزرة ضد العائلات الفلسطينية في قطاع غزة"، لافتة إلى أن عددًا من الشهداء ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
من جهتها، أكدت المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني نيبال فرسخ أن أكثر من مليوني فلسطيني نازح في مراكز الإيواء يعيشون من دون أبسط مقومات الحياة في قطاع غزة.
المقاومة تتصدى لتوغل الاحتلال
ومع مواصلة المقاومة الفلسطينية التصدي للعدوان الإسرائيلي، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس اليوم الأحد، أنها "قصفت مدينة أسدود المحتلة برشقة صاروخية من طراز مقادمة "M75"، ردًا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين".
وأضافت أنها "دكت تجمعًا لآليات وجنود الاحتلال في مدينة خانيونس بقذائف الهاون"، كما استهدفت تحشدات قوات العدو المتوغلة في مخيم البريج بقذائف الهاون.
وعلى جبهة لبنان، أعلنت القسام أن مجموعة من مقاتليها اخترقت الشريط الحدودي في مزارع شبعا جنوب لبنان، واشتبكت مع دورية للاحتلال بشكل مباشر.
وقد أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم مقتل جندي في صفوفه، خلال معارك مع فصائل المقاومة الفلسطينية جنوبي قطاع غزة، ما رفع حصيلة قتلاه إلى 522 منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
فلسطين تندد بـ100 يوم من الإبادة
سياسيًا، نددت وزارة الخارجية الفلسطينية الأحد، باستمرار "حرب الإبادة الجماعية" الإسرائيلية على قطاع غزة، في وقت يعيد فيه المجتمع الدولي "إنتاج فشله" و"يكرر عجزه وتقاعسه" تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني.
من جانبه، دعا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" اسماعيل هنية إلى تشكيل جبهة عالمية لإسناد المقاومة الفلسطينية، و"حلف الحرية والعدالة لفلسطين"، لكشف "جرائم الاحتلال" الإسرائيلي، بالإضافة إلى "تحالف إنساني لإغاثة غزة".
أما مصر والصين، فتوافقتا اليوم الأحد على ضرورة الوقف "الفوري" لإطلاق النار بغزة، في ظل حرب إسرائيلية مستمرة على القطاع الفلسطيني منذ مئة يوم.
من جهته، أكد البابا فرنسيس اليوم الأحد أن الحرب في حد ذاتها "جريمة ضد الإنسانية"، مكررًا دعوته للسلام.
وحثّ الناس خلال الصلاة على عدم نسيان المعاناة، بسبب "قسوة الحرب" في عدة أنحاء من العالم، ودعا مرارًا إلى تحقيق السلام في أوكرانيا وفي الحرب في غزة.
مسيرات تضامنًا مع غزة
وعلى صعيد التضامن مع فلسطين، شهدت العاصمة النمساوية فيينا اليوم الأحد، مسيرة بالسيارات داعمة لفلسطين مع دخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ100.
وتعالت من أجهزة الصوت في بعض السيارات، هتافات تنادي بالحرية لفلسطين ووقف إطلاق النار فورًا.
كما نُظمت ثلاث وقفات احتجاجية في مدينة الدار البيضاء اليوم الأحد، نصرة لغزة وتنديدًا باستمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وندّد المشاركون بعدم تدخل المجتمع الدولي رغم حجم الدمار في غزة، كما ردّدوا شعارات تندّد بخطط تهجير الفلسطينيين.
وفي باكستان، تضامن الآلاف في مدينة كراتشي مع فلسطين، وحمل المشاركون في المسيرة الأعلام والكوفية الفلسطينيتين، مطلقين هتافات منددة بالولايات المتحدة وإسرائيل.
