أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، السبت، خلال قمة حركة عدم الانحياز في أوغندا أن "الجميع يجب أن يعترف بحق الشعب الفلسطيني في بناء دولته" وأن أي "إنكار" لهذا الحق "غير مقبول".
وقال غوتيريش: إن "رفض قبول حل الدولتين للإسرائيليين والفلسطينيين، وكذلك إنكار حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة، أمر غير مقبول".
وأضاف: "هذا من شأنه أن يطيل إلى أجل غير مسمى أمد نزاع أصبح تهديدًا كبيرًا للسلم والأمن العالميين، ما يؤدي إلى تفاقم الاستقطاب وتشجيع المتطرفين في جميع أنحاء العالم".
"يجب الاعتراف بقيام دولة فلسطين"
وشدّد الأمين العام للأمم المتحدة على "وجوب اعتراف الجميع بحق الشعب الفلسطيني في بناء دولته".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي عدوانًا شاملًا على قطاع غزة خلّف حتى السبت 24 ألفًا و927 شهيدًا، و62 ألفًا و388 مصابًا، وكارثة إنسانية وصحية، وتسببت في نزوح نحو 1.9 مليون شخص، أي أكثر من 85% من سكان القطاع.
واستنكرت منظّمة الصحة العالميّة "ظروف الحياة غير الإنسانيّة" في القطاع الساحلي الصغير الذي يفتقر سكّانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة إلى أساسيات العيش.
وكرر أنطونيو غوتيريش الإثنين الفائت دعوته إلى "وقف إنساني فوري لإطلاق النار" في غزة.
ومؤخرًا، أكدت الولايات المتحدة الحليف الرئيسي لإسرائيل والداعم الأبرز لها، دعمها قيام دولة فلسطينية، الأمر الذي أثار خلافات مع حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
فقد رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم السبت، تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن بخصوص إقامة دولة فلسطينية بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة.
وفي بيانها الختامي، أدانت حركة عدم الانحياز "بشدة العدوان العسكري الإسرائيلي غير القانوني على قطاع غزة"، داعية إلى "وقف إنساني دائم لإطلاق النار".
كما دعت الدول إلى "استقلال وسيادة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية لتحقيق حل الدولتين".
وتأسست حركة عدم الانحياز عام 1961 لإعلاء صوت الدول الساعية للنأي بنفسها آنذاك من الصراع بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي.
اشتباكات وقصف متواصل على غزة
ويأتي حديث أمين عام الأمم المتحدة، في وقت تتواصل فيه الاشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وقوات الجيش الإسرائيلي في محاور توغلها بقطاع غزة، لكنها تصدرت، السبت، المنطقة الشرقية من بلدة جباليا (شمال) ومدينة خانيونس (جنوب).
وتزامن ذلك مع قصف إسرائيلي عنيف لعدة مناطق شمال وجنوب القطاع، أسفر عن سقوط شهداء وجرحى، حيث كان آخرها استهداف مركبة مدنية بمدينة رفح، أقصى جنوب القطاع.
كما استهدف الاحتلال بقصف جوي ومدفعي مكثف محيط مستشفى الأمل التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، فيما شن سلسلة غارات عنيفة بمحيط مستشفى غزة الأوروبي بمدينة خانيونس.
ولأكثر من مرة، قال الهلال الأحمر ووزارة الصحة بغزة، إن هناك خشية من تكرار ما حدث مع المستشفيات الواقعة شمالي قطاع غزة، بدءًا من استهداف محيطها وصولًا إلى قصفها المباشر ومحاصرتها واعتقال من فيها، مع مستشفيات جنوب القطاع.
وخلال العدوان المتواصل في غزة، استهدف الجيش الإسرائيلي العديد من المنشآت الطبية وسيارات الإسعاف، وكانت في البداية تستهدف بشكل أساسي المنشآت الطبية شمال ووسط القطاع، ثم انتقلت إلى المؤسسات الواقعة جنوبًا مع اتساع رقعة المعارك البرية بعد انتهاء الهدنة الإنسانية المؤقتة مع "حماس" مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي.