مع تراجع خدمات مستشفيات الجنوب.. نظام غزة الصحي بات "خارج الخدمة"
أكدت منظمة أطباء بلا حدود، أنّه "لم يعد هناك نظام صحّي عمليًا في قطاع غزّة" الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي منذ 113 يومًا، وذلك بعدما أصبحت معظم الخدمات في مستشفى ناصر، حيث لا تزال المنظّمة غير الحكوميّة تعمل، "معطّلةً الآن".
وعبّرت المنظّمة في بيان عن أسفها لأنّ "القدرة الجراحيّة لمستشفى ناصر"، أكبر مرفق صحّي في خانيونس بجنوب قطاع غزة، أصبحت "شبه معدومة"، مشيرة إلى أنّه "يتعيّن على أفراد الطاقم الطبّي القلائل الذين بقوا في المستشفى التعامل مع مخزونات منخفضة جدًا من المعدّات الطبّية".
وتشهد خانيونس هجومًا عنيفًا من قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد ثلاثة أشهر من التوغل البري الإسرائيلي الذي بدأ في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الفائت.
وتحدّثت وزارة الصحّة في غزة عن "انقطاع كامل للكهرباء" في المستشفى، ما أدّى إلى "توقّف كلّ المعدّات الطبّية عن العمل، بما في ذلك أجهزة التنفّس".
وقالت منظّمة أطبّاء بلا حدود إنّه في حين فرّ معظم موظّفي المستشفى وآلاف الأشخاص الذين لجؤوا إليه في الأيّام الأخيرة، فإنّ ثمّة ما بين 300 إلى 500 مريض مصابين بجروح خطرة لم يتسنّ إجلاؤهم "بسبب الخطر ونقص سيّارات الإسعاف" في المرفق الطبّي.
النظام الصحّي بغزة "خارج الخدمة"
بدورها، أفادت غيميت توماس، المنسّقة الطبّية لمنظّمة أطبّاء بلا حدود، في البيان، بأنّه "مع تعطّل عمل مستشفى ناصر والمستشفى الأوروبي، لم يتبقّ أيّ نظام صحّي عمليًا في غزّة".
وذكرت المنظّمة أنّ "النظام الصحّي بكامله خارج الخدمة الآن" في القطاع.
ولا تزال 8 فقط من أصل 36 مستشفى مفتوحة قبل الحرب، تعمل "بشكل جزئي" في غزّة، وفق المنظّمة.
وفي الجنوب، حيث يُنفّذ الجيش الإسرائيلي هجومه حاليًا، ولا سيّما في خانيونس، باتت كل المستشفيات "مكتظّة أو لا يمكن الوصول إليها"، حسب المنظّمة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حربًا مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى أمس الجمعة "26 ألفًا و83 شهيدًا، و64 ألفًا و487 مصابًا، معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.
ومع استمرار العدوان الإسرائيلي، تتراكم الأزمات أمام النازحين في غزة من الشعور بالجوع لساعات طويلة نتيجة نقص المساعدات فضلًا عن صعوبة الحصول على مياه صالحة للشرب.