الأحد 15 Sep / September 2024

رغم انحيازها لإسرائيل.. كيف تناولت الصحف الغربية مجريات حرب غزة؟

رغم انحيازها لإسرائيل.. كيف تناولت الصحف الغربية مجريات حرب غزة؟

شارك القصة

قالت مجلة "فورين أفيرز" إن "على جو بايدن تسريع هذه العملية الانتقالية من خلال فتح سفارة في القدس للفلسطينيين" - الأناضول
قالت مجلة "فورين أفيرز" إن "على جو بايدن تسريع هذه العملية الانتقالية من خلال فتح سفارة في القدس للفلسطينيين" - الأناضول
يقول الكاتب كولين كلارك في مجلة "فورين أفيرز" إنه يتعين على الإسرائيليين أن يجدوا طريقة للانتقال إلى خطة ما بعد الحرب لا تنطوي على احتلال أو وجود قواتهم في غزة.

مع مرور أربعة أشهر على العدوان الإسرائيلي على غزة، يبرز تحول لافت في موقف بعض الصحف الأجنبية بشأن ضرورة وقف الحرب والتطلع إلى حل نهائي للصراع.

بالمقابل تواصل صحف أخرى انحيازها لإسرائيل من دون أن تكترث لاستشهاد أكثر من 27 ألف مدنيًا وتشريد مئات الآلاف جراء هذه الحرب.

تغيّر في المواقف

إذ تواصل صحيفة "وول ستريت جورنال" التعبير عن انحيازها لإسرائيل منذ بدء الحرب على غزة، وتروج للأصوات الداعية إلى استمرار الحرب.

وآخرها مقال مايكل سيكال يشير فيه إلى أن "نقطة الضعف الكبرى لدى إسرائيل هي استعدادها لفعل أي شيء من أجل إطلاق سراح المحتجزين لدى حماس".

ويزعم الكاتب أنه في غياب صفقة مماثلة لتلك التي أسفرت عن إطلاق سراح 105 محتجزين في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، فإن أفضل بديل أمام إسرائيل هو مواصلة الحرب على غزة.

وراح سيكال يقول: "لكي تتمكن إسرائيل يتعين عليها أن تتغلب ليس فقط على مواقفها الثقافية بشأن المفاوضات بشأن المحتجزين، بل يتعين عليها أيضًا أن تتغلب على العقلية الأميركية التي يبدو أنها نسيت أهمية الفوز في الحرب"، بحسب قوله.

أما في مجلة "فورين بوليسي" الأميركية رأى جريوم سيغال أنه "بعد مرور أربعة أشهر على الحرب الإسرائيلية على غزة، قد نشهد تغييرًا في موقف الديمقراطيات الغربية التي كانت ترفض الاعتراف بفلسطين دولة مستقلة".

واعتبر سيغال أنه "إذا حدث ذلك الآن، فمن المرجح أن تحظى حماس، التي تزايدت شعبيتها بين الفلسطينيين، والتي سوف تنمو أكثر إذا تم إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، بالفضل في ذلك".

واستدرك قائلًا: "ستؤكد حماس أن هذا الاعتراف، الذي لم تتمكن منظمة التحرير الفلسطينية من تحقيقه، يبين أن الكفاح المسلح وحده هو الذي يحقق النتائج".

وأضاف الكاتب أن "اعتراف الولايات المتحدة بفلسطين وقبولها في الأمم المتحدة يمكن أن يشكلان أهمية كبيرة في الجهود المبذولة لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ولكن للقيام بذلك، يجب أن تكون مثل هذه الخطوات جزءًا من خطة سلام شاملة تعترف بأهمية فلسطين".

وبينما اقترح الكاتب تجربة الحكم المستقل في غزة بعد انتهاء الحرب تمهيدًا لدولة مستقلة تنضم إليها الضفة الغربية لاحقًا، رأى أن "نجاح هذه التجربة يوفر فرصة لإثبات أن السلام الدائم أمر ممكن، فضلًا عن فرصة لتطوير أساليب جديدة لترتيبات الوضع النهائي خارج نموذج أوسلو. والأهم من ذلك أنه يوفر طريقًا موثوقًا لإنهاء الصراع".

"اغتنام الفرصة"

وفي مجلة "فورين أفيرز" قال كولين كلارك، إنه "بعد مرور أربعة أشهر على الحرب، بدأ صبر بعض أعضاء القيادة العسكرية الإسرائيلية ينفد، إذ أصبح من الواضح أن إسرائيل ليس لديها إستراتيجية سياسية محددة لما سيحدث بعد الحرب".

ولفت إلى "رفض نتنياهو فكرة استعادة السلطة الفلسطينية السيطرة على غزة، وهو موقف يتعارض مع رغبة إدارة بايدن".

واعتبر كلارك أنه "يتعين على الإسرائيليين أن يجدوا طريقة للانتقال إلى خطة ما بعد الحرب لا تنطوي على احتلال أو استمرار وجود أعداد كبيرة من القوات الإسرائيلية في غزة"، مضيفًا "أن إنهاء الصراع سوف يتطلب التوصل إلى نهاية سياسية متماسكة".

وبحسب الكاتب فإنه "من دون التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض، قد تبدو غزة في عام 2024 أشبه بلبنان في عام 1982: حرب تسود فيها بلا نهاية".

من جانبها، توقفت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية عند أفق حل الأزمة في الشرق الأوسط والتي تسببت بها الحرب الإسرائيلية على غزة.

وأشارت إلى أنه في خضم الجهود الدبلوماسية المكثفة، يجري تداول خطة لفتح الطريق أمام دولة فلسطينية.

ورأت الصحيفة أن "على جو بايدن تسريع هذه العملية الانتقالية من خلال فتح سفارة في القدس للفلسطينيين، على غرار السفارة التي فتحها دونالد ترمب لإسرائيل. كما عليه أيضًا أن يحدد معايير الدولة الفلسطينية، وإذا رفضت إسرائيل بإصرار المشاركة، فيتعين عليه أن يكون مستعدًا للاعتراف بها بنفسه".

وأضافت المجلة أن "تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط سيكون دائمًا أمرًا صعب المنال ولكن يتعين على العالم أن يغتنم هذه الفرصة".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close