وصل وفد من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى القاهرة، اليوم الأحد، لعقد لقاءات مع مسؤولين مصريين وقطريين لتقديم رؤية الحركة في ما يتعلق بمقترح باريس الأخير حول إبرام هدنة في غزة وإطلاق سراح المزيد من المحتجزين الإسرائيليين.
ووفقًا لوكالة "الأناضول"، قال مصدر مسؤول في حركة "حماس"، إنّ الحركة "تعمل بكل جدية للتوصل لاتفاق لوقف العدوان وانسحاب قوات الاحتلال من كامل مناطق القطاع".
وأضاف المصدر: "نعمل كذلك من أجل عودة شعبنا لمناطق سكنهم خاصة في مدينة غزة ومحافظة شمالي القطاع، ودخول المساعدات الإنسانية لشعبنا".
وأشار المصدر إلى أن "وفد الحركة وصل القاهرة اليوم الأحد، ويعقد لقاءات مع مسؤولين مصريين وقطريين لتقديم رؤية "حماس" في ما يتعلق بمقترح باريس الأخير".
وشدد على أنه "لا توجد أي مواعيد محددة للتوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار وعقد صفقة تبادل"، مؤكدًا أنّ "حماس لا تهتم بقدوم الوفد الإسرائيلي للقاهرة من عدمه".
"القيادة الإسرائيلية غير جدية"
وفي سياق متصل، أفاد مراسل "العربي" من القدس، أحمد دراوشة، بأنّ إسرائيل تترقب ما سيجري التوصل إليه في القاهرة، على الرغم من حديثها عن تلقيها ردًا من قطر يحوي رفضًا من حركة حماس لتسليم إسرائيل قوائم الأسرى الأحياء، إضافة إلى عدم تسليم الحركة لأعداد الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب بالإفراج عنهم من سجون الاحتلال.
وأضاف المراسل، أن "إسرائيل اعتبرت هذ الرد من حماس رفضًا للمبادرة للأميركية، علمًا بأن هذا الأمر ليس من ضمن الورقة الأميركية المتعلق بأسماء الأسرى الأحياء والذي أضافته تل أبيب لاحقًا".
وأشار المراسل، إلى أنه "بحسب تسريبات في وسائل إعلام إسرائيلية فإن المستويات التي توصف بالمهنية في الوزارات الإسرائيلية دون تلك التي تتولى المباحثات تشعر بأن القيادة الإسرائيلية غير جدية في التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى".
قلق أميركي
وأوضح مراسل "العربي" أن "هذه القناعة بدأت تنتقل إلى الولايات المتحدة وخاصة أن مسؤولين أميركيين قالوا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" يوم الجمعة، إن الإدارة الأميركية في حال شعورها بأن نتنياهو يعرقل صفقة تبادل الأسرى لأسباب سياسية داخلية ستكون بمثابة نقطة صدام مع واشنطن".
واستدرك المراسل قائلًا: "إنه رغم التصريحات الإسرائيلية فإن المفاوضات ما تزال جارية لبحث الخروج من هذه الأزمة، لكن التقديرات التي كانت تتوقع أن يتم التوصل لهدنة قبل شهر رمضان بدأت تتراجع".
كما أن "زيارة الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس إلى واشنطن أشارت إلى عدم قرب التوصل لاتفاق، وبالتالي إن حدثت انفراجة فستحدث بعد يوم الأربعاء بعد عودته من الولايات المتحدة وبريطانيا وسط ضغط أميركي".
وسبق أن عقد اجتماع باريس في 23 فبراير/ شباط الماضي، بمشاركة إسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر لبحث صفقة تبادل أسرى، وهو الاجتماع الثاني من نوعه الذي استضافته العاصمة الفرنسية، بعد اجتماع انعقد في يناير/ كانون الثاني الماضي.
وسبق أن سادت هدنة بين "حماس" وإسرائيل لأسبوع من 24 نوفمبر/ تشرين الثاني وحتى 1 ديسمبر/ كانون الأول 2023، جرى خلالها وقف إطلاق النار وتبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة للغاية إلى غزة، بوساطة قطرية مصرية أميركية.