ذكرت وسائل إعلام عبرية اليوم الأربعاء، أن فريق التفاوض الإسرائيلي سيطلب من حكومة الحرب غدًا الخميس، توسيع صلاحياته التفاوضية في المحادثات الهادفة للتوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق نار في غزة.
فقد أشار موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي إلى أنه "من المقرر أن يجتمع مجلس وزراء الحرب يوم غد الخميس، لمناقشة الجمود في مفاوضات إطلاق سراح الرهائن".
وقال مسؤولان إسرائيليان كبيران لم يكشف عن هويتهما للموقع، إنه "من المتوقع أن يطلب أعضاء فريق التفاوض الإسرائيلي من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأعضاء الحكومة توسيع التفويض الممنوح لهم حتى الآن، وذلك في محاولة للخروج من الطريق المسدود في المحادثات".
"مرونة حماس"
متابعةً لهذه التطورات، يؤكد مراسل "العربي" من القدس أحمد دراوشة أن الوفد المفاوض الإسرائيلي يعتزم الطلب من مجلس الحرب توسيع صلاحياته على المستوى السياسي بشكل عام، للتوصل إلى اتفاق لصفقه تبادل الأسرى.
وبحسب تقديرات الوفد المفاوض الإسرائيلي فإن "حماس" كانت "مرنة بما فيه الكفاية واستنفدت قدرتها على أن تكون مرنة أكثر بعدما قدمت تنازلات خلال الفترة الماضية في المفاوضات".
في المقابل، لم يكن الجانب الإسرائيلي بهذه المرونة بحيث لم يقدم التنازلات اللازمة من أجل التوصل إلى اتفاق حول صفقة تبادل أسرى، وفق ما كشف المسؤولان الإسرائيليان المطلعان على المفاوضات لموقع "واللا".
فقد قال مسؤول إسرائيلي لم يسمه الموقع إن إسرائيل لم تقدم المزيد من المرونة من جانبها، بما يتجاوز الخطوط العريضة التي قدمت في باريس قبل نحو أسبوعين.
وأضاف المصدر: "يقول أعضاء الفريق المفاوض إنه من الضروري الخروج من الفرضية القائمة وأن نأتي إلى المفاوضات بمواقف محدّثة تجعل من الممكن التوصل إلى اتفاق، ولكن المستوى السياسي، نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت والوزير في حكومة الحرب بيني غانتس، لا يتفقون معهم".
خلافات كابينت الحرب
من جهة ثانية، يكشف دراوشة عن وجود خلاف بين الوفد والكابينت، إذ يعتقد مجلس الحرب الإسرائيلي أن لا داعي لتوسيع صلاحيات الوفد المفاوض، وإن على حركة "حماس" تقديم تنازلات أكثر خلال الفترة المقبلة.
بينما يرى الوفد المفاوض أن على إسرائيل أن تفعل الأمر ذاته، وهذا الأمر تكرر خلال الفترة الماضية وفق مراسلنا الذي يوضح أن "الوفد المفاوض الإسرائيلي يبدو أكثر لينًا من المستوى السياسي الإسرائيلي، رغم الانقسام داخل مجلس الحرب الإسرائيلي بين بنيامين نتنياهو وغانتس وآيزنكوت".
ويلفت دراوشة إلى أن ما تكرر سابقًا هو أن الوفد المفاوض الإسرائيلي كان يتفق على أمر ما في باريس أو في الدوحة، وعندما يعود إلى إسرائيل يتشدد المستوى السياسي الإسرائيلي أكثر ويوبخ الوفد المفاوض ويضيق من صلاحياته.
ويردف مراسل "العربي" إلى أنه "من غير الواضح الآن إلى أن ستتجه الأوضاع، على الأقل من الناحية الإسرائيلية، إذ إن المفاوضات مستمرة".
كما أنه من غير المعلوم حتى الساعة، ما إذا كان الاحتلال الإسرائيلي يخطط لإرسال وفد جديد إلى القاهرة خلال الساعات المقبلة.
ويشرح دراوشة في هذا الصدد، أن "إرسال وفد يعتبر بحد ذاته إشارة إلى تقدم في هذه المفاوضات، لأن تل أبيب كانت تقول طوال الوقت إنه طالما لم تتنازل حماس بحسب ما تزعمه إسرائيل، فإنها لن ترسل أي وفد إلى القاهرة".
ويأتي ذلك، على ضوء الضغوط الأميركية المتصاعدة التي باتت تتركز الآن على إدخال المساعدات الإنسانية خلال الفترة المقبلة، والتوصل إلى اتفاق تهدئة بدءً من الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك.