الثلاثاء 19 نوفمبر / November 2024

على أطعمة معلبة.. أهالي غزة يفطرون برمضان بين أنقاض منازلهم

على أطعمة معلبة.. أهالي غزة يفطرون برمضان بين أنقاض منازلهم

شارك القصة

 تتمكن بعض الأسرة من جمع ما يكفي من الطعام لوجبة الإفطار - الأناضول
تتمكن بعض الأسرة من جمع ما يكفي من الطعام لوجبة الإفطار - الأناضول
يعتمد معظم سكان غزة الآن على المساعدات الغذائية بشكل كامل حيث يتناول كثيرون طعامهم في مطابخ الحساء الجماعية.

يواصل أهالي قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي ممنهج، الإفطار في شهر رمضان بين أنقاض منازلهم المدمرة، حيث يعتمد هؤلاء على المساعدات الدولية لسد جوعهم.

ومع رفع أذان المغرب في غزة، يتقاسم أفراد عائلة أبو رزق وجبة الإفطار بين أنقاض منزلهم ويتذكرون بكل حزن كل ما فقدوه منذ رمضان الماضي بسبب العدوان الإسرائيلي الذي خلّف أكثر من 31 ألف شهيد فلسطيني.

"أهلي كلهم راحوا"

وبينما تمكنت الأسرة من جمع ما يكفي من الطعام لوجبة الإفطار، هناك آخرون أقل حظًا بكثير في القطاع الفلسطيني المنكوب حيث تلوح المجاعة في الأفق.

وقالت أم محمود أبو رزق: "رمضان الذي مضى كان كتير حلو، بس رمضان هذا لأ. رمضان راح منه حاجات كتير، إخواتي، أهلي، كلهم راحوا، بيتنا اتهدم، ولسه كمان في تحت الأنقاض لسه ما انطالوا".

وكانت أم محمود تجلس بين الجدران الخرسانية المتداعية وتطهو على نار أشعلتها لإعداد الطعام.

وأردفت قائلة: "مفيش حاجة في رمضان أقدمها للعيال، لا أكل، لحوم، ظفر، أي حاجة نقدمها للعيال حتى يتقوتوا فيها مفيش، إحنا عايشين على الشوربة، على المعلبات، على علبة فول، على علبة لانشون، بدناش إحنا تعبنا مرضنا من اللانشون، البقوليات هادي كلها تعبنا منها، عندي ابني قاعد بيصيح بيقول لي أنا يا ماما تعبت بطني بتوجعني".

وكانت العائلات تتجمع مع الأصدقاء والجيران في معظم السنوات الماضية للسهر ليلًا وتناول الطعام والصلاة والاحتفال معًا.

وجراء الحرب وقيود إسرائيلية بات سكان غزة ولا سيما محافظتي غزة والشمال على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من السكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة والذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عامًا.

وقد استنكر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، اليوم الخميس، منع إسرائيل وصول الدواء والغذاء إلى قطاع غزة، معتبرا ذلك "جريمة حرب" يقف أمامها المجتمع الدولي "عاجزًا" و"صامتًا" بشكل لا يمكن قبوله.

وتلاشت الآمال في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في رمضان في غزة؛ جراء التعنت الإسرائيلي.

الاعتماد على المساعدات الغذائية

ومع توقف جميع الواردات الغذائية، يعتمد معظم سكان غزة الآن على المساعدات الغذائية بشكل كامل حيث يتناول كثيرون طعامهم وحتى إفطار رمضان في مطابخ الحساء الجماعية.

ويحتشد الناس حول أحد هذه المطابخ في رفح حاملين أوعية بلاستيكية لملأها بالطعام.

وقال المتطوع عدنان شيخ العيد: "نحن في أول شهر رمضان المبارك وها هنا نعاني من قلة الإمكانيات ومن قلة ما نصنع من طعام، كل يوم 35 قدر لا تكفي، والله لو 70 قدر لا تكفي، وناس كتير نزحت إلى مدينة رفح، مدارس، مخيمات، نازحين لا يجدون الطعام ولا الشراب".

ويأمل شيخ العيد في أن يتمكن من إطعام المزيد من النازحين اليائسين المصطفين في الطوابير.

ومثله مثل عائلة أبو رزق، استرجع شيخ العيد فرحة رمضان الماضي قائلًا: "كل عام الناس في فرح، زينة، طعام، شراب، ولكن هذا العام حزن وبؤس، 30 ألف شهيد، وعائلات كثيرة من الجرحى، وكثير من النازحين".

ومضى يقول: "أنا الآن أبلغ من العمر 60 عامًا، لم يمر عليا رمضان مثل هذا".

وارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلى 31341، والمصابين إلى 73134، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.

تابع القراءة
المصادر:
وكالات
تغطية خاصة
Close