من جديد تأجل تصويت كان مقررًا السبت في مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق نار فوري في غزة، حتى يوم الإثنين.
مشروع القرار كان أعده ثمانية من الأعضاء غير الدائمين في المجلس في خطوة تأتي بعد استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار الأميركي بشأن الحرب على غزة.
واعتبرت الدول صاحبة الفيتو أن نص القرار الأميركي استخدم لغة مواربة تنص على الإقرار بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، دون تحديد إطار زمني للبدء بتطبيقه، خاصة وأنه يدعم الجهود الجارية لتأمين وقف إطلاق النار المتعلق بالإفراج عن جميع الرهائن المتبقين، دون التأكيد على حماية المدنيين، وهو ما يعطي ضوءًا أخضر لإسرائيل بمواصلة عملياتها العسكرية داخل القطاع وسط تهديدات اجتياح رفح.
"واشنطن تحمي الاحتلال"
وكانت الولايات المتحدة قد استخدمت من جهتها حق النقض ثلاث مرات متتالية بشأن مشاريع قوانين تطالب بوقف فوري لإطلاق النار بقطاع غزة، كانت اقترحتهم كل من روسيا والبرازيل والجزائر منذ بدء حرب الاحتلال على غزة، وكانت أسباب الرفض الأميركي في كل مرة تؤكد انحياز واشنطن لحماية إسرائيل.
ففي العشرين من فبراير/ شباط الماضي، استخدم الفيتو الأميركي ضد مشروع قرار جزائري يطالب بوقف إطلاق نار فوري في غزة وإدخال المساعدات لأسباب إنسانية ويرفض التهجير القسري للمدنيين الفلسطينيين.
وادعت الولايات المتحدة أن صيغة المشروع المقترح تعطل جهود المحادثات الدولية الجارية بين حماس وإسرائيل بخصوص اتفاق وقف إطلاق النار والمحتجزين، والذي كان بوساطة أميركية قطرية مصرية.
وفشل المجلس في السادس عشر من ديسمبر/ كانون الأول 2023، في إصدار قرار بإرسال بعثة تقصي حقائق للتحقيق في دعاوى بشأن ارتكاب إسرائيل "جرائم حرب" في غزة بسبب الفيتو الأميركي، الذي كان وراءه حث أميركي على إدانة حماس مقابل توفير الحماية لإسرائيل من جديد.
واشنطن ضد القرارات المُنتقدة لإسرائيل
وفي الثامن من ديسمبر الماضي أيضًا، استخدمت الولايات المتحدة 'الفيتو" لمنع المصادقة على مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لدواع إنسانية في قطاع غزة، والذي جاء بعد توجيه الأمين العام للأمم المتحدة رسالة إلى مجلس الأمن بتفعيل المادة 99 من ميثاق المنظمة الأممية.
وقالت واشنطن إنها اقترحت صيغة نص وتوصيات تم تجاهلها بخصوص ما اعتبرته تعزيزًا للعلاقات الدبلوماسية لإيصال المساعدات الإنسانية داخل غزة، والتشجيع على إطلاق سراح الرهائن والدعوة لهدن إنسانية ووضع اللبنة الأساسية لبناء السلام.
ويشير موقع "غلوبال أفار" في تقرير إلى استخدام الولايات المتحدة حق النقض 45 مرة حتى 18 ديسمبر 2023، ضد القرارات التي تنتقد إسرائيل أكثر من أي عضو آخر في مجلس الأمن.
ووفقًا لتقرير شركة ماربل، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضد 89 قرارًا في مجلس الأمن منذ عام 1945، ما يعني أن ما يزيد قليلًا عن نصف حق النقض قد تم استخدامه على قرارات تنتقد إسرائيل.