اتهم مسؤول كبير في الحكومة الإسرائيلية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعدم الرغبة في إبرام اتفاق مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وبوضع العراقيل أمام إمكانية إتمامه.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أمس الجمعة عن هذا المسؤول، الذي لم تذكر اسمه قوله: "نتنياهو لا يريد التوصل إلى اتفاق على الإطلاق، ويوجد الصعوبات، ويضع العراقيل".
وأشار المسؤول إلى أنه "من الممكن التوصل إلى اتفاق (مع الفصائل الفلسطينية) خلال الأيام القليلة المقبلة"، لكن "نتنياهو طلب دراسة صفقة شاملة (بخلاف العرض المقدم حاليًا من الجانب المصري) بهدف عرقلة مجريات التوصل إلى اتفاق في الوقت الحالي".
وأمس الجمعة، بدأ وفد أمني مصري زيارة إلى تل أبيب، حاملًا "مقترحًا لبلاده يتناول إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين في غزة، وإطلاق سراح مئات من الأسرى الفلسطينيين، ووقف إطلاق النار لمدة عام"، حسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وبحسب هيئة البث الرسمية، فإنّ "الأجهزة الأمنية في إسرائيل تعتقد أنّ هذه هي الفرصة الأخيرة لإعادة المحتجزين (الأسرى الإسرائيليين) من غزة".
وأشار المسؤول في الحكومة الإسرائيلية ذاته إلى أنّ "المؤسسة الأمنية وأغلبية المستوى السياسي يريدون إعطاء الضوء الأخضر للاقتراح الجديد الذي تروج له مصر".
لكن نتنياهو، وفقًا للمسؤول، "كانت له عدة تحفظات على مثل هذه الصفقة المؤقتة، وطلب دراسة تسوية شاملة".
ولم يوضح المسؤول سبب تبني نتنياهو هذا الموقف، لكن المعارضة في إسرائيل تتهم هذا الأخير بعرقلة التوصل إلى صفقة مع الفصائل الفلسطينية "لأغراض سياسية".
ومنذ أشهر، تقود مصر وقطر والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين بين الطرفين.
اتهام نتنياهو بعرقلة صفقة تبادل الأسرى
وفي هذا الإطار، أفاد مراسل "العربي" من القدس أحمد دراوشة، بأن اتهام نتنياهو بشكل شخصي بعرقلة صفقة التبادل، سببت حالة من الغضب لديه، ووصف الأسبوع الماضي من ينتقده بأنه يقوي موقف حركة حماس في هذه الحرب وفي المفاوضات بشكل عام.
وتابع أن الترقب الإسرائيلي على المرحلة الأبعد هو لرد حركة حماس على المقترح المصري، لكن أيضًا بالأساس على الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل يوم الثلاثاء المقبل.
وأوضح مراسلنا أن زيارة بلينكن ستكون قصيرة، حيث سيبقى في تل أبيب أقل من يوم واحد، وسيلتقي كبار المسؤولين الإسرائيليين.
وأشار إلى أن التقديرات تفيد بأن بلينكن سيحمل رسائل واضحة استبقها البيت الأبيض بتسريب غضبه إلى صحافيين مقربين منه في وسائل الإعلام الأميركية، تتحدث عن أن الولايات المتحدة تخشى من أن عملية عسكرية في منطقة رفح دون التنسيق معها ستؤدي إلى عرقلة جملة من الترتيبات التي تنسق لها في المنطقة خلال الفترة المقبلة.
مراسل "العربي" تحدث أيضًا عن أن هناك حالة ترقب على مدى الساعات المقبلة للتظاهرات، وحجمها التي ستنطلق في إسرائيل، لافتًا إلى أن التقديرات تشير إلى أن عشرات آلاف المتظاهرين سيخرجون في أكثر من 50 نقطة تظاهر للمطالبة بصفقة تبادل أسرى، واستقالة الحكومة الإسرائيلية.
وأشار إلى أن أكبر هذه التظاهرات ستشهدها مدينة تل أبيب، بالإضافة إلى تظاهرات أخرى في القدس وحيفا، وفي بئر السبع وفي عشرات المفارق الأخرى في إسرائيل.
وذكّر مراسلنا أنه خلال الأسابيع الأخيرة، تحولت هذه التظاهرات إلى عنيفة نتيجة لاعتداء الشرطة الإسرائيلية على المتظاهرين واستخدامها حتى المياه العادمة لتفريقهم.