أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، اليوم الثلاثاء، أن أعمال بناء رصيف عائم مؤقت على شواطئ قطاع غزة، تتواصل وفق المخطط لها، على أن يدخل الخدمة في مايو/ أيار المقبل.
والجمعة، رست سفينة عسكرية أميركية قبالة ساحل غزة، يتوقع أن تشارك في أعمال إنشاء رصيف بحري عائم، أعلنت واشنطن خطة لبنائه بداعي تقديم مساعدات إنسانية.
وفي السابع من مارس/ آذار الماضي، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن جيش بلاده سيبني ميناء مؤقتًا على ساحل غزة لإيصال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
الرصيف العائم في غزة
وفي إحاطة صحافية، أوضحت صابرينا سينغ نائبة متحدث البنتاغون أن استكمال أعمال بناء الرصيف العائم سيسمح بإدخال حمولة 90 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة.
وبحسب بيان لوزارة الدفاع الأميركية، أضافت سينغ أن الرقم سيرتفع إلى 150 شاحنة مع بدء الرصيف العائم عمله بكامل طاقته الاستيعابية، وفقًا لما يُخطط له.
وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عدوانًا على قطاع غزة، أسفر عن عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارًا هائلًا بالبنية التحتية.
زيارة بلينكن إلى الأردن
في غضون ذلك، وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الثلاثاء إلى الأردن حيث سيناقش سبل زيادة المساعدات لقطاع غزة، ويوجه الشكر للمملكة ذات الموقع الجيوسياسي المهم على دورها في الحدّ من الاشتباك بين إيران وإسرائيل منتصف الشهر الجاري.
ويحل بلينكن في عمّان بعد محادثات مع قادة دول الخليج في الرياض، في إطار جولته السابعة في المنطقة منذ العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر الماضي.
وسيلتقي كبير الدبلوماسيين الأميركيين بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ووزير الخارجية أيمن الصفدي، وكذلك سيغريد كاغ، منسقة الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة.
وسيتوجه بلينكن في وقت لاحق من اليوم إلى إسرائيل حيث سيناقش المفاوضات الأخيرة التي تهدف إلى التوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين.
ودعمت إدارة الرئيس جو بايدن، بالرغم من الانتقادات الدولية والغضب المتزايد في الجامعات الأميركية، إسرائيل في عدوانها على غزة، لكنها حثت أيضًا حليفتها على بذل مزيد من الجهود لمساعدة المدنيين.
وأبلغ بلينكن وزراء خارجية دول الخليج خلال اجتماع في الرياض الإثنين أنّ "الرئيس بايدن أصر على أن تتخذ إسرائيل خطوات محددة وعمليّة وملموسة لمعالجة المعاناة الإنسانية والأضرار التي لحقت بالمدنيين وسلامة عمال الإغاثة في غزة بشكل أفضل".
وقال بلينكن: "لقد شهدنا تقدمًا ملموسًا في الأسابيع القليلة الماضية، بما في ذلك فتح معابر جديدة، وزيادة حجم إيصال المساعدات إلى غزة وداخل غزة، وبناء الممر البحري الأميركي، الذي سيفتح في الأسابيع المقبلة".
وأضاف "لكن هذا ليس كافيًا. لا نزال بحاجة لإيصال مزيد من المساعدات في غزة وما حولها".
وكان بايدن حذّر إسرائيل من أن الدعم المستقبلي على المحك بعد أن أدت غارة إسرائيلية في الأول من أبريل/ نيسان إلى مقتل سبعة عمال إغاثة من منظمة "المطبخ المركزي العالمي"، وهي مؤسسة خيرية أسسها الطاهي الإسباني الأميركي الشهير خوسيه أندريس.
وقالت الولايات المتحدة إن إسرائيل اتخذت خطوات منذ ذلك الحين بما في ذلك تحسين التنسيق مباشرة مع منظمات الإغاثة العاملة في غزة.
لكن الوضع لا يزال مزريًا في غزة، حيث نزحت الغالبية العظمى من السكان وحذّرت الأمم المتحدة من تفجّر مجاعة وشيكة.
وتحاول إدارة بايدن تدارك الأزمة من خلال بناء رصيف بحري مؤقت لجلب المساعدات، وهي خطوة غير عادية في التعامل مع المخاوف بشأن دولة صديقة ومُتلقٍ رئيسي للمساعدات الأميركية، حسب وكالة فرانس برس.
ولطالما كانت التوترات في الأراضي الفلسطينية تشكل حساسية كبيرة للأردن، الذي يقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل وكثير من سكانه فلسطينيون.
في وقت سابق من شهر أبريل الجاري، أسقط الأردن طائرات مسيّرة إيرانية أطلقتها الجمهورية الإسلامية صوب إسرائيل ردًا على غارة إسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق، حسب فرانس برس.
وأصر الأردن، فيما يواصل التنسيق مع الولايات المتحدة، على أنه "لن يكون ساحة لحرب إقليمية".