يعاود جيش الاحتلال الإسرائيلي التوغل في مناطق تل الهوى وحي الزيتون في مدينة غزة، فيما يكثف بالتوازي قصفه على المنازل المجاورة لمحور نتساريم.
فقد نزحت عائلات من حي الزيتون، تزامنًا مع قصف مدفعي عنيف لقوات الاحتلال ومحاولات التقدم في المنطقة الجنوبية منه.
وذكرت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن الجيش يشن عملية عسكرية للمرة الثالثة في حي الزيتون منذ بدء الحرب.
سياسيًا، أكد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" عزت الرشق أن إسرائيل غير جادة في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار على قطاع غزة، معتبرًا أن رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو يعمل على "اختلاق الذرائع للتهرب من المفاوضات".
قصف جوار محور نتساريم
في التفاصيل، ينقل مراسل "العربي" أحمد البطة الوضع الميداني في قطاع غزة، مشيرًا إلى هدوء حذر سُجل خلال الساعات القليلة الماضية في رفح قاطعه قصف مدفعي على عدة منازل، ما أسفر عن استشهاد عدد من الفلسطينيين.
وتتقدم آليات الاحتلال للتوغل بشكل محدود في مناطق جنوب مدينة غزة وتحديدًا في تل الهوى، مصحوبة بغارات استهدفت الأحياء السكنية هناك.
بالإضافة إلى ذلك، أغارت الطائرات الحربية الإسرائيلية على أحياء الصبرة وحي الزيتون إلى الجنوب الشرقي لمدينة غزة، وهو ما أجبر عشرات العائلات على النزوح.
ويوضح مراسلنا أن هذه المنطقة هي "تقريبًا المنطقة الشمالية من محور نتساريم الذي يتمركز فيه جيش الاحتلال.. لذلك توغلت القوات الإسرائيلية فيها أكثر من مرة ودمرت أحياءها بشكل كبير، فيما استشهد العشرات من الفلسطينيين هناك".
ويضيف البطة في هذا السياق، أن الاحتلال الإسرائيلي يعود مرة أخرى إلى المنطقة المجاورة لذلك المحور للتوغل فيها، وتدمير ما تبقى من منازل المواطنين.
"نتنياهو يختلق الذرائع"
وفيما يتعلق بمسار المفاوضات، نشر المسؤول في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عزت الرشق منشورًا عبر منصة "تلغرام" أمس الأربعاء، قال فيه إن إسرائيل "غير جادة بالتوصل لاتفاق، وتستخدم المفاوضات غطاءً لاجتياح مدينة رفح واحتلال المعبر".
كما اتهم الرشق نتنياهو بـ"اختلاق الذرائع للتهرب من المفاوضات.. ويُلقي باللوم على حماس وعلى الوسطاء"، معتبرًا أن "موافقة حماس على مقترح الوسطاء، أربكت نتنياهو وأوقعته في مأزق".
وشدد عضو المكتب السياسي لـ"حماس" أيضًا على أن الحركة متمسكة بموقفها الذي أبلغته للوسطاء بالموافقة على مقترحهم.
وكانت "حماس" قد أعلنت الإثنين الماضي قبولها مقترحًا قطريًا مصريًا بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ويتضمن المقترح الأخير 3 مراحل مدتها معًا 124 يومًا، وخلالها يتم تبادلًا للأسرى وجثامينهم، ووقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وتجهيزات لإعادة إعمار القطاع.
لكن نتنياهو رفض صيغة الاتفاق، مدعيًا أنها "بعيدة كل البعد عن تلبية متطلبات" إسرائيل، وأن الضغط العسكري عبر عملية في مدينة رفح هو ما سيجبر "حماس" على قبول شروط تل أبيب.