عاد أكثر من عشرة آلاف جندي روسي، إلى قواعدهم الدائمة بعد تدريبات استمرت شهرًا بالقرب من حدود أوكرانيا، مما خلق توترًا كبيرًا دفع الولايات المتحدة وأوروبا للحشد ضد موسكو وتحذيرها من شن أي عمل عسكري هناك.
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء اليوم السبت عن الجيش الروسي قوله، إن التدريبات أجريت في عدة مناطق بالقرب من أوكرانيا، منها شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، وكذلك في منطقتي روستوف وكوبان جنوبي روسيا.
وأثار نشر روسيا عشرات الآلاف من قواتها شمال وشرق وجنوب أوكرانيا مخاوف في كييف وعواصم غربية، من أن تكون موسكو تخطط لشن هجوم.
وتنفي روسيا ذلك، وتقول إنها تريد ضمانات من الغرب منها تعهد من حلف شمال الأطلسي بعدم توسع الحلف شرقًا نحو الحدود الروسية، لأن أمنها مهدد بسبب تنامي علاقات أوكرانيا مع التكتل الغربي.
اكتمال مرحلة التنسيق القتالي
وأشارت روسيا إلى أن بوسعها نشر قواتها على أراضيها بالشكل الذي تراه مناسبًا.
ونقلت إنترفاكس عن الجيش قوله: "اكتملت مرحلة التنسيق القتالي بين الفرق والأطقم القتالية والكتائب والوحدات الآلية. يعود أكثر من 10 آلاف جندي إلى انتشارهم الدائم من منطقة التدريبات العسكرية المشتركة".
وبهذه الخطوة الجديدة، تكون موسكو أعطت إشارة واضحة على الانكفاء إلى الخلف وسحب حالة التسخين العسكري على حدود أوكرانيا، وذلك بعد أن كان التوتر سيد الموقف طول الأسابيع الماضية ولا سيما تعالي التهديدات لروسيا من الجانب الأميركي.
وأعلنت كل من روسيا والولايات المتحدة في وقت سابق أنهما اتفقتا على الجلوس إلى مائدة الحوار لمناقشة المقترحات الأمنية التي قدمتها روسيا من أجل نزع فتيل التوتر على الحدود مع أوكرانيا.
وسبق أن أظهرت صور أقمار اصطناعية جديدة تعزيز موسكو قواتها العسكرية في شبه جزيرة القرم بالقرب من أوكرانيا خلال الأسابيع الماضية.
ويتزامن الكشف عن الحشود العسكرية الروسية في وقت تضغط فيه موسكو على الولايات المتحدة لإجراء محادثات بشأن الضمانات الأمنية التي تطلبها بشأن نشر قوات حلف شمال الأطلسي في الشرق من حدودها.
واتهمت الولايات المتحدة وأوروبا وأوكرانيا روسيا بحشد قواتها مجددًا قرب الحدود الأوكرانية منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وذلك بعد حشد سابق في أبريل/ نيسان الماضي.
وكاد أن يفضي الحشد الأخير إلى نشوب حرب ولا سيما عقب إجراء قوات المظليين الروسية تدريبات تحاكي عمليات اجتياح قرب حدود أوكرانيا خلال أيام.
