مع بدء الهجوم الإسرائيلي على رفح، في السابع من مايو/ أيار الماضي، والأوضاع في جنوب قطاع غزة، في تدهور مستمر، حيث حذرت الأمم المتحدة في أحدث تقرير لها، من أن الحياة في جنوب القطاع باتت مروعة.
ويصف مدير برنامج الأغذية العالمي في الأراضي الفلسطينية، ماثيو هولينغورث، النزوح الذي شهدته رفح، بالرهيب والمروع، نظرًا للأعداد الكبيرة التي نزحت.
مليون نازح في المواصي
ونزح نحو مليون شخص، من منطقة رفح هربًا من القصف والقتال إلى منطقة المواصي، التي حددتها إسرائيل منطقة آمنة، وفق زعمها.
وأضاف برنامج الأغذية العالمي، أن جميع مخابزه أغلقت بسبب نقص الوقود في جنوب قطاع غزة.
وأكّد هولينغورث، على عدم دخول أي شاحنة تابعة للبرنامج من معبر رفح البري عبر مصر، منذ السيطرة الإسرائيلية على المعبر.
كما أشار إلى فقدان برنامج الأغذية لمستودعه الرئيسي جنوبي غزة، والذي يحوي أكثر من ألفين وسبعمئة طن من المواد الغذائية، بسبب نهبها أو تلفها جراء أعمال القتال.
وشدد على أن الحل لتجنب أشكال المجاعة في غزة، هو بإحداث نهر من المساعدات وفتح المعابر الجنوبية بالكامل، ووقف فوري لإطلاق النار.
"أطفال غزة يتضورون جوعًا"
من جهته، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة "أوتشا"، السبت، إن "أطفال غزة يتضورون جوعًا، وعلى إسرائيل احترام التزاماتها الدولية فيما يتعلق بالمرور الآمن لمساعدات الإغاثة إلى القطاع".
وأضاف المتحدث باسم "أوتشا" ينس ليرك، أن "المساعدات المنقذة للحياة التي تدخل قطاع غزة لا تصل إلى المدنيين المحتاجين بسبب صعوبة وصول عاملي الإغاثة إليها عبر مناطق القتال النشطة".
وشدد ليرك، في مؤتمر صحفي، على أن "أطفال غزة يتضورون جوعًا وسط العقبات المستمرة في وصول المساعدات".
وأوضح أن المساعدات التي تدخل غزة "تنزل على بعد أمتار عبر الحدود ويصعب على عاملي الإغاثة الوصول إليها عبر مناطق القتال النشطة".
ووصف المتحدث الأممي عدم وصول المساعدات إلى المدنيين المحتاجين في غزة بأنه "مشكلة كبيرة في مواجهة وقوع مجاعة".
وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة، المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أكثر من 118 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.