منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يمارس الاحتلال سياسة الأرض المحروقة حيث لم يترك بشرًا ولا حجرًا في القطاع.
فقد أفادت تقارير دولية أن الاحتلال كان يسقط نحو 500 قنبلة يوميًا على قطاع غزة خلال المئة يوم الأولى من الحرب، بما يقرب من 50 ألف قنبلة في الشهر.
وأسفرت النتائج المترتبة عن هذه الغارات المكثفة والقنابل المنهمرة على سكان القطاع عن تدمير هائل في جميع جوانب الحياة. وكشف مركز الأمم المتحدة للأقمار الاصطناعية أرقامًا صادمة لحجم الدمار. واستنادًا إلى صور التقطتها الأقمار الصناعية فإن نحو 55% من مباني القطاع أغلبها سكنية دُمرت كليًا أو تضررت تضررًا شديدًا.
قصف مباني غزة من دون تمييز
وأشار المركز الأممي عبر منصة "إكس" إلى أن ما مجموعه 137297 مبنى في غزة تضررت في القصف الإسرائيلي المتواصل.
وحدد المركز بناء على ما قال إنها تحاليل أجراها، شدة الدمار والضرر في المباني على النحو التالي: 36591 مبنى مدمرة داخل غزة. أمّا المتضررة تضررًا شديدًا فقد تجاوزت 16 ألفًا.
والمباني المتضررة تضررًا متوسطًا وفق وصف المركز فهي أكثر من 47 ألفًا، في حين أن ما يزيد عن 36 ألف مبنى آخر تضررت بشكل طفيف.
واستندت التقديرات التي سجلها التقرير إلى مقارنة أجراها المركز بين صور التقطتها الأقمار الاصطناعية مطلع الشهر الماضي، وصور أخرى جمعت في منتصف أكتوبر من العام الماضي، أي بعد بأسبوع من اندلاع الحرب على غزة.
استهداف المساجد والمكتبات
هذا ولم يستهدف التدمير مباني سكنية فقط، إنما استهدف بشكل منهجي المباني المدرسية، فوفقًا للأمم المتحدة فإن إسرائيل في حربها دمرت أكثر من 80% من المدارس التي كان يحتمي بها النازحون الفارون من مناطق القتال.
ووفق آخر إحصائية لوزارة التربية الفلسطينية فإن أكثر من 15 ألف طفل استشهدوا منذ بدء العدوان أغلبهم من تلاميذ هذه المدارس المستهدفة.
والدمار لم يوفر المباني الأثرية في القطاع إذ تضرر 195 موقعًا، بما فيها الأرشيف المركزي لغزة الذي يحتوي على 150 عامًا من التاريخ.
كما كانت المساجد هدفًا مباشرًا إذ تضرر أكثر من 200 مسجد، إضافة إلى الجامعات والمكتبات العامة.