تهدف خطة سرية لليمين الإسرائيلي المتطرف لقضم الضفة الغربية المحتلة ومنع فكرة إنشاء دولة فلسطينية، مهما كان شكلها ومضمونها.
هذا ما كشفه تسجيل صوتي مسرّب لوزير المالية بتسلئيل سموتريتش، تحدث فيه عن ملامح الخطة وكيفية تنفيذها، خلال لقاء مغلق مع مستوطنين. ووثّق التسجيل حديث سموتريتش عن الخطة مطلع الشهر الحالي، وقد سربه أحد ناشطي حركة "السلام الآن" لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية، بحسب هيئة البث الإسرائيلية.
وتقوم خطة حكومة اليمين، وفق التسريب، على بذل جهود سرية لتغيير ممنهج لا رجعة فيه بخصوص تطبيق السياسة الهادفة إلى السيطرة على مناطق الضفة بشكل محكم، وبطريقة لا تتهم فيها إسرائيل بعملية ضم هذه المناطق.
كنتونات معزولة
وبتفسير أعمق للخطة، فإن خبراء في شؤون الاستيطان يؤكدون لـ"التلفزيون العربي" أن الاحتلال كثف منذ تشكيل حكومة اليمين المتطرف، جهوده لتكريس وقائع جديدة في الضفة. إذ شرعن نحو 120 بؤرة استيطانية صغيرة من أصل 300، وسط محاولات لشرعنة بؤر أخرى على مرحلتين.
كما صادر أراضي فلسطينية جديدة لزيادة البؤر الاستيطانية وربطها بالمستوطنات الكبيرة، عبر إقامة شوارع التفافية ورئيسية خاصة بها.
ويقول الخبراء إن خطة اليمين الإسرائيلي لا تعترف بتقسيمات اتفاق أوسلو للضفة، أي لا تقتصر على المنطقة "جيم" التي تشكل 60% من مساحة الضفة.
وصادر الاحتلال في السنوات الأخيرة نحو 16 ألف دونم من المنطقتين "ألف" و"باء" أيضًا.
والهدف نسف أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافيًا.
ويعتمد الاحتلال في خطته، بحسب باحثين، على نهجين للاستيطان، الأول علني ومعروف لدول العالم، والثاني بشكل "هادئ" بعيدًا عن الإعلام.
ويبرز النوع الثاني بشكل لافت في خطة اليمين الإسرائيلي، التي تنفذ سرًا، لقضم الضفة وتحويل المدن والقرى الفلسطينية إلى كنتونات معزولة.