حذرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم الإثنين، من التداعيات الكارثية لما يجري في قطاع غزة، محملة الحكومة الإسرائيلية وجيشها مسؤولية انهيار محتمل لمسار مفاوضات وقف إطلاق النار.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية مع الوسطاء في ضوء ما يجري من تهديد جيش الاحتلال لأحياء واسعة من مدينة غزة وطلب إخلائها وما يقوم به من مجازر وقتل وتهجير.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل عدوانًا على غزة، أسفر عن عشرات آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
حماس تحذر من انهيار المفاوضات
وحذرت حماس في بيان من التداعيات الكارثية لما يجري في غزة كما في رفح وغيرها؛ منوهة إلى أن من شأن ذلك أن يعيد العملية التفاوضية إلى نقطة الصفر ويتحمل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وجيشه المسؤولية الكاملة عن انهيار هذا المسار.
وفي وقت سابق اليوم، اتهمت حركة حماس نتنياهو بوضع المزيد من العقبات أمام المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب على قطاع غزة، وأكدت أنها من جانبها تقدّم "مرونة وإيجابية" في مسار التوصل لاتفاق.
وطالبت الحركة الوسطاء بـ"التدخل لوضع حد لألاعيب نتنياهو وجرائمه"، داعية المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى "الوقوف عند مسؤولياتهم القانونية والإنسانية والضغط لوقف جريمة الإبادة".
وتجري في العاصمة القطرية الدوحة والعاصمة المصرية القاهرة خلال الأيام القادمة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس، للتوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى بين الجانبين، ووقف إطلاق النار في غزة.
وفي اليومين الماضيين، نقلت وسائل إعلام عبرية عن مصادر إسرائيلية، لم تسمّها، قولها إن المفاوضات "قد تستغرق شهرًا".
وعلى مدار أشهر وأمام التعنّت الإسرائيلي بغطاء أميركي، لم تنجح جهود الوساطة في التوصل لاتفاق، حيث أعيقت على خلفية رفض نتنياهو الاستجابة لمطالب حماس بوقف الحرب بشكل كامل.
بيرنز في القاهرة لبحث مفاوضات الهدنة
وفي الأثناء وصل وفد أميركي برئاسة مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرن إلى القاهرة في مستهل جولة جديدة من المفاوضات الرامية للتوصل إلى هدنة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية" الخاصة نقلًا عن المصدر الذي وصفته بأنه "رفيع المستوى".
وبحسب المصدر ذاته، "سيلتقي الوفد الأميركي الوفد الأمني المصري في مستهل جولة جديدة لمفاوضات الهدنة بغزة".
وأكد المصدر أن هناك "نشاطًا مكثفًا للوفد الأمني المصري للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة"، دون تفاصيل أكثر.
وفي سياق ترتيبات استئناف هذه المفاوضات، بدأ وفد إسرائيلي برئاسة رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" رونين بار زيارة إلى مصر الإثنين، بالتزامن مع وصول وفد أميركي برئاسة مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز إلى العاصمة المصرية القاهرة.
فيما أفادت هيئة البث العبرية الرسمية بأن رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي دافيد برنياع سيتوجه إلى العاصمة القطرية الدوحة، الأربعاء، للقاء رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ويليام بيرنز ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل.
غالانت يدعو إلى "عدم إهدار" الفرصة الحالية
وعلى وقع اتهامات داخلية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالسعي إلى "تخريب" الجهود الحالية للتوصل إلى صفقة مع حركة حماس، دعا وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، اليوم الإثنين، حكومة نتنياهو إلى استغلال الفرصة الحالية للتوصل إلى صفقة لإعادة الأسرى بقطاع غزة وعدم إهدارها.
وخلال لقائه عددًا من أهالي الأسرى، قال غالانت: "المنظومة الأمنية (في إسرائيل) بكافة فروعها ترى أن عودة المختطفين (الأسرى الإسرائيليين في غزة) هدف مركزي يجب التقدم نحوه، وعلينا أن نفعل كل شيء من أجل استغلال الفرصة المطروحة حاليًا"، وفق إذاعة الجيش الإسرائيلي.
وادعى الوزير الإسرائيلي أن "الضغط العسكري في غزة أوجد الظروف التي تجعل من الممكن المضي قدما نحو الصفقة".
واعتبر أن "المنظومة الأمنية تعرف كيفية وقف القتال واستئنافه في أي مكان في غزة حسب الحاجة".
وختم غالانت تصريحه بالقول: " يجب أن نستفيد من الضغط العسكري لتحريك الصفقة وعدم تفويتها".
مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
ومن المرتقب خلال الأيام القليلة المقبلة أن تتجدد المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس بوساطة مصر وقطر للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى بين الجانبين ووقف لإطلاق النار، يفضي إلى ضمان دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
لكن وسائل إعلام عبرية حذرت من رفض نتنياهو التوصل إلى الصفقة، خوفًا من حل حكومته اليمينية.
وعلقت هيئة البث العبرية الرسمية على بيان أصدره مكتب نتنياهو مساء الأحد، دون علم رؤساء المؤسسة الأمنية قبيل مشاركتهم في اجتماع معه لإجراء مناقشة خاصة حول الصفقة.
وقالت الهيئة: "كان رؤساء المؤسسة الأمنية وجميع المشاركين في مفاوضات صفقة المختطفين وصلوا بالفعل إلى مكتب نتنياهو في القدس، لكن قبل بدء الاجتماع جاء الإعلان غير المعتاد من مكتب رئيس الوزراء عن الشروط التي وضعها للصفقة".
وتابعت: "أثارت مصادر في المؤسسة الأمنية مخاوف من أن نتنياهو سيمتنع عن المضي قدمًا في الصفقة خوفًا من حل الحكومة".
ونقلت الهيئة عن مصادر مطلعة على النقاش، لم تسمها، قولها: "انتقد بعض الحاضرين في النقاش سلوك رئيس الوزراء، الذي وضع الشروط حتى قبل الاجتماع المقرر لهم".
وأشارت المصادر إلى أنه "يجب إجراء المفاوضات داخل الغرف، وليس عبر البيانات الصحافية، وقبل بدء اجتماع سيحدد استمرار المفاوضات من عدمه".
والأحد، زعم مكتب نتنياهو في بيان، أن "موقف رئيس الوزراء الثابت ضد محاولة وقف عمليات الجيش الإسرائيلي في مدينة رفح (جنوب) هو الذي دفع حماس إلى الدخول في المفاوضات".