ظهر الرئيس الأميركي جو بايدن في مؤتمر صحفي مع ختام قمة الناتو التي انعقدت في واشنطن.
وكان المؤتمر مرتقبًا من قبل حلفائه وخصومه السياسيين على حدٍ سواء، لكنَّ الرجل تعثَّر باسم نائبته مرَّة وقبلها قدَّم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
حاول بايدن أن يذكّر بإنجازاته، فخيَّم الماضي على مستقبله السياسي، ليتحدث عن قوة الناتو ومتانة الاقتصاد الأميركي، وأكَّد على قدراته الذهنية والجسدية للمضي في السباق الرئاسي. وانتهج الرجل طريق الهجوم من خلال الدفاع عن إنجازاته أمام الخصوم.
وينعكس أداء بايدن على شكل موجات من القلق المتواتر من حلفائه في الحزب الديمقراطي.
فقد وصل عدد النواب الديمقراطيين المطالبين بانسحابه من الانتخابات إلى نحو 17 عضوًا، فيما يعمل آخرون بالخفاء للضغط على بايدن لإعادة النظر في ترشحه لانتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني القادم، من بينهم رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي التي تحدثت مع مجموعة واسعة من الديمقراطيين لكبح الرئيس عن إكمال السباق نحو البيت الأبيض وفقًا لصحيفة "هيل" الأميركية.
ويواصل الرئيس حملته الانتخابية التي تأخذه اليوم إلى الولاية المتأرجحة ميشيغان.
بايدن يتجاهل استطلاعات الرأي
وقلّل بايدن، الذي كرَّس مؤتمره الصحفي للدفاع عن أحقيته بالبقاء، من أهمية استطلاعات الرأي التي تشير بشكل واضح إلى ضرورة إعادة النظر في مسيرته، فوفقًا لاستطلاع أجرته شبكة "آي بي سي نيوز" يتقدم دونالد ترمب بنقطة واحدة على بايدن.
إلى ذلك، دعا رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، السيناتور الجمهوري مايكل ماكو قادة الحزب الديمقراطي للتدخل ومنع بايدن من استكمال السباق الرئاسي.
وتنقل صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصادر لم تكشف عنها أن مجموعة من المانحين الديمقراطيين البارزين أبلغوا أكبر لجنة عمل سياسي داعمة لبايدن، أن نحو 90 مليون دولار من التبرعات ستبقى معلقة إذا أصرّ الرئيس على الترشح للانتخابات.
القضايا الدولية سلاح بايدن
وفي هذا الإطار، يرى الباحث في مركز التقدم الأميركي لورانس كورب أن بايدن يستطيع أن يفوز إذا لم يخض نقاشات ضعيفة على غرار المناظرة التي خاضها منذ بضعة أسابيع.
وفي حديث إلى "التلفزيون العربي" من واشنطن، يعتبر كورب أن ترمب لديه أوجه الضعف، مشيرًا إلى أن الأخير قد يعتمد على داعمي بايدن الذين يرون أن الرئيس الديمقراطي غير جاهز لولاية رئاسية جديدة.
كما يرى أن بايدن سيقنع الناخبين بأنه قد يتنحى وتدخل نائبته على الخط، أو أنه يقدم نفسه على أنه أفضل من ترمب من خلال مواقفه في قضايا لا تحظى بإجماع الأميركيين.
"بايدن ليس مؤهلًا ذهنيًا"
من جانبه، يلفت المخطط الإستراتيجي في الحزب الجمهوري ماثيو هارت إلى أن 80% من الشعب الأميركي يعتقدون أن جو بايدن لم يعد قادرًا على استلام منصب الرئيس، مشيرًا إلى أن ترمب يريد بقاء بايدن في السباق الرئاسي.
وفي حديث إلى "التلفزيون العربي" من ويسكونسن يعتبر هارت أن الشعب الأميركي رأى بأم العين من خلال وسائل الإعلام الأميركية أن جو بايدن "لم يعد قادرًا ذهنيًا" لشغل منصب رئيس الولايات المتحدة.
وبحسب هارت، يرى الحلفاء الديمقراطيون "الحقيقة التي حاولت إدارة بايدن تغطيتها خلال السنوات الثلاثة الماضية". ويلفت إلى أن الديمقراطيين قلقين من إدارة بايدن للبلاد في الأشهر المقبلة ومن احتمال توليه ولاية رئاسية جديدة.
المرشحان "مكروهان"
وفي توصيف لمرشحي الرئاسة الأميركية بايدن وترمب، يعتبر الخبير في الشؤون الأميركية خالد الترعاني أن "المأساة في الولايات المتحدة هي أن المرشحين للرئاسة الأميركية مكروهان أكثر من أي انتخابات مضت"، لافتًا إلى إشكالية تتمثل في "أن أكثر من 25% من الشعب الأميركي يكره الإثنين والكثير يصوت لبايدن كرهًا في ترمب ويصوّت لترمب كرهًا في بايدن".
وفي حديث إلى "التلفزيون العربي" من أوهايو، يشرح الترعاني أن 73% من الأميركيين يعتبرون أن بايدن متقدم جدًا في السن ولا يستطيع أن يقوم بمهام الرئاسة، بينما 43% من الشعب الأميركي يعتقد أن ترمب متقدم في السن"، وهو ما يحسم الأمر لصالح ترمب.
لكن الترعاني يعتبر أن بايدن لا يستطيع الفوز على ترمب رغم أن معدل التضخم في الولايات المتحدة انخفض خلال العامين الماضيين من 9 إلى 3%، كما يجد ترمب نفسه مدانًا بأكثر من ثلاثين جناية في ولاية نيويورك.