الأحد 3 نوفمبر / November 2024

دار النشر توقف نشاطها.. رواية "هوارية" تثير جدلًا واسعًا في الجزائر

دار النشر توقف نشاطها.. رواية "هوارية" تثير جدلًا واسعًا في الجزائر

شارك القصة

رواية هوارية
فازت رواية "هوارية" لكاتبتها إنعام بيوض بجائزة آسيا جبار عن فئة الرواية العربية- إكس
أثار فوز رواية "هوارية" للكاتبة إنعام بيوض بجائزة آسيا جبار عن فئة الرواية العربية جدلًا واسعًا في الجزائر.

أثارت رواية "هوارية" للكاتبة إنعام بيوض جدلًا واسعًا في الجزائر، بعد فوزها في جائزة "آسيا جبار" للرواية والأدب عن فئة الرواية العربية، ودفع الجدل المصاحب للرواية دار النشر إلى التوقف عن النشاط.

فقد نقل الإطار الزمني للرواية الفائزة حياة قارئة الكف في تسعينيات القرن الماضي، وهي الفترة المعروفة جزائريًا بـ"العشرية السوداء". وجائزة آسيا جبار واحدة من أرفع الجوائز الأدبية الجزائرية. وللفوز بها فرحة كبيرة؛ لكن فرحة "هوارية" لم تدم طويلًا دون تعكير صفوها.

وتنقسم الأعمال الأدبية والسينمائية المشتبكة مع المجتمع مباشرة، إلى مدرستين في الطرح، أولاهما تميل إلى نقل صورة المجتمع كما هو تمامًا في الأعمال الأدبية. أما الثانية فتعتقد أن الأدب والرواية يجب أن تتسامى عن المشكلات التي يعيشها المجتمع، فترسم صورة من الخيال تتعامى فيه عن مشكلات موجودة بالفعل.

ما قصة الجدل بشأن رواية "هوارية"؟

في التفاصيل، فقد أقيم قبل أيام حفل لتوزيع جائزة "آسيا جبار" للرواية والأدب في الجزائر، وفازت رواية "هوارية" لكاتبتها إنعام بيوض بالجائزة عن فئة الرواية العربية.

وسرعان ما اندلع الجدل حول الرواية التي اعتبرها البعض غير جديرة بالفوز بالجائزة، لاستخدام الكاتبة اللهجة العامية المحلية في الجزائر وألفاظًا اعتبروها "سوقية"، بينما اعتبر آخرون ما ورد في الرواية إهانة لسكان وهران التي تنحدر منها بطلة الرواية.

لكن في المقابل دافع كثيرون عن الرواية باعتبارها عملًا أدبيًا يلزمه الخيال دائمًا وفي نفس الوقت يعكس صورة حقيقية للواقع حيث انشغلت مواقع التواصل بالجدل الدائر بين الفريقين.

فقد قال الكاتب رابح خدوسي في انتقاده للرواية: "هذه الرواية من الناحية الفنية لغتها ضعيفة وأسلوبها سمج ومستواها في الحضيض ولا يرقى إلى التتويج. أين روعة الكلمة وسحر البيان؟ كان على لجنة التحكيم حجب الجائزة إن لم تجد مرشحًا آخر يستحقها"، وفق قوله.

من جهته، دافع الصحافي والإعلامي عبد العالي مزغيش عن الكاتبة بالقول: "الحكم على الرواية يجب أن يكون ضمن نقد فني للنص، يضع حرية الكتابة وفق سياق جودة النص ومتعته، وبما يبرر استخدام تلك العبارات محل الاختلاف، تبريرًا أدبيًا فنيًا بعيدًا عن تجريم الكاتبة، ورميها بالتهم الجاهزة وفي هذا ظلم لنوع من الكتابة تلامس الواقع المعيش بلا ماكياج".

أمّا الكاتب الطيب صياد فقال ضمن منشور طويل: "يفترض أن يكون الأدب مرقاة يشيدها الأديب لصالح القراء فالقارئ حين ينتهي من قراءة كتاب في الأدب فإنه يتوقع أن يكتسب رصيدًا جديدًا في اللغة ألفاظًا وتراكيب، أو يقتحم فتوحات في الفكر الإنساني، أو يمتلك عاطفة أكثر نضجًا تجاه الآخر أو تجاه موقف ما، هذه هي أعمدة الأدب، وهي المعايير الكبرى الخالدة لمحاكمة النصوص قديمًا وحديثًا، لا يمكنها أن تتغير أبدًا".

"صور من سرداب الواقع"

وردت هدى طابي على المنتقدين للرواية بالقول: "عندما يهاجم قارئ عادي رواية إنعام بيوض ويطالب بسحب الجائزة منها، فذلك وارد وطبيعي، خصوصًا أن اللغة صادمة نوعًا ما، أما أن يجلد مثقفون ومحسوبون على النخبة كاتبة لأنها سحبت صورًا من سرداب الواقع ووظفتها في روايتها فذلك مالا أفهمه".

ويقول الحقوقي إبراهيم بن عوف: "الأدب الإيروتيكي موجود في الجزائر منذ الأزل. لا أعرف لماذا هذه الحملة على رواية منشورة منذ الأزل؟".

كما شملت الانتقادات لجنة التحكيم التي منحتها الجائزة، ما دفع اللجنة للرد عبر أحد أعضائها، أمينة بلعلي، التي وصفت الضجة بأنها "شغب مجاني"، وفق قولها.

ودافعت بلعلي عن اختيار اللجنة بالقول: "استند اختيار رواية هوارية لإنعام بيوض إلى المعايير المعلن عنها والتي تأخذ بعين الاعتبار الالتزام بالثوابت الوطنية والتمكن من بناء العالم الروائي بلغة جيدة ومعبرة ورؤية مختلفة وموقف يؤطر عناصر العمل الروائي".

لكن دار "ميم" للنشر التي نشرت الرواية اختارت طريقًا آخر غير طريق عضو لجنة التحكيم وقررت الانسحاب من سوق النشر في الجزائر بنشرها هذه التغريدة على صفحتها: "نعلن في هذا اليوم انسحابنا من النشر. تاركين الجمل بما حمل كما فعلنا دومًا. نعلن أن ميم أغلقت أبوابها منذ اللحظة في وجه الريح، وفي وجه النار، لم نكن إلا دعاة سلم ومحبة ولم نسع لغير نشر ذلك" .

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي
Close