أعلنت كتائب "القسّام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، تنفيذها كمينًا ثلاثيًا مُركّبًا قرب السياج الفاصل المحاذي لقرية المطلة قرب جنين في الضفة الغربية.
وتزيد القبضة الأمنية الإسرائيلية على مدن الضفة الغربية، من مناطق التوتر والاشتباك عبر عمليات نوعية يُنفّذها فلسطينيون ضد قوات الاحتلال وحواجزه العسكرية.
كما تُكثّف إسرائيل إجراءاتها عبر تصريحات تحمل نبرة التصعيد المتواصل. وفي إعلان هو الأول من نوعه في التكتيكات الإسرائيلية تجاه الضفة، لفت وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت إلى أنّ جيش الاحتلال قال مؤخرًا إنّه تمّ رفع القيود عن عمليات الطائرات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
والخميس أغلقت قوات الاحتلال القرى الشرقية لمدينة قلقيلية بعد إطلاق نار أوقع إصابات في صفوف جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيما اعتبرته "حماس" ردًا طبيعيًا على جريمة الإبادة المستمرة في قطاع غزة وانتهاكات الاحتلال والمستوطنين في الضفة والقدس.
وأمضى مئات الفلسطينيين يومهم على حواجز الاحتلال العسكرية، حيث فرض جيش الاحتلال الإسرائيلي قطعًا تامًا للطرق الواصلة بين قلقيلية وطولكرم.
ورغم الدعوات الدولية لإسرائيل لوقف التصعيد المستمر في الضفة الغربية وتجميد النشاط الاستيطاني المستمرّ والتراجع عن كل الإجراءات التي تقوّض الاستقرار، ورغم قيام العديد من الدول بفرض عقوبات مباشرة على كيانات ومستوطنين إسرائيليين على خلفية اعتداءاتهم بالضفة الغربية، إلا أنّ تل أبيب توغل في تأجيج التوتر وتقويض حل الدولتين، وفقًا لما قاله رئيس الوزراء الأسترالي.
بدورها، أكدت كل من الدوحة وعمّان ضرورة بلورة موقف دولي لوقف الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية في الضفة الغربية.
قدرات غير مسبوقة للمقاومة في الضفة
وفي هذا الإطار، أوضح محمود المرداوي القيادي في حركة "حماس" أنّ العمليات النوعية التي تقوم بها المقاومة في الضفة الغربية هي نتاج طبيعي للمجازر وحرب الإبادة في قطاع غزة، وتندرج في إطار العملية التحرّرية من الاحتلال ونصرة للقضية والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.
وقال المرداوي في حديث إلى "التلفزيون العربي"، إنّ الفصائل الفلسطينية المحاصرة في الضفة الغربية تبتكر الوسائل لمقاومة الاحتلال بقوة وقدرات غير مسبوقة.
وأكد أنّ الاحتلال سيختبر بشكل أكبر قوة الشعب الفلسطيني وقدرته خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، بما يُجبر الاحتلال على الإقرار بحقوق الشعب الفلسطيني ومسار الحرية في المستقبل.
الضفة الغربية هي "الجبهة الإستراتيجية الأهم"
من جهته، اعتبر الفريق قاصد محمود الخبير العسكري والإستراتيجي، أنّ الضفة الغربية هي الجبهة الإستراتيجية الأهم والأخطر في المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي نظرًا لموقعها الجغرافي، ناهيك عن كونها في قلب المشروع الصهيوني لتهويد القدس وضمّها وإزالة المسجد الأقصى.
وقال محمود في حديث إلى "التلفزيون العربي" من عمّان، إنّ المقاومة في الضفة الغربية تعمل ضمن تحديات كبيرة جدًا لكنّها تنجح بشكل باهر ومتقدّم في التخطيط وإدارة العمليات من النواحي الاستخبارية والإعلامية والتنفيذية.
ورأى أنّ الضفة ستكون مركز الصراع الحقيقي في المواجهة الحاسمة مع الاحتلال الإسرائيلي، مضيفًا أنّ قدرات المقاومة في الضفة قابلة للتطوّر وإيجاد طرق جديدة لمواجهة الاحتلال.
إسرائيل أمام تحد غير مسبوق في الضفة
بدوره، اعتبر عبد القادر بدوي الباحث في المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار"، أنّ إسرائيل أمام تحدٍ غير مسبوق في مواجهة تطوّر بنية المقاومة في الضفة الغربية، من حيث القدرات الهجومية والدفاعية، واستمرارها رغم حالة البطش التي تُمارسها قوات الاحتلال بحقّ الحاضنة الشعبية للمقاومة وتحديدًا في مخيمات شمال الضفة.
وقال بدوي في حديث إلى "التلفزيون العربي" من رام الله، إنّ الضفة تواجه حربًا إسرائيلية حقيقية سياسية وعسكرية واقتصادية وعنف المستوطنين، لكن ذلك لم يمنع أن تكون الضفة الغربية جبهة حقيقية ضمن الحرب على قطاع غزة، دفعت جيش الاحتلال إلى رفع حالة التأهب واستحداث وسائل جديدة للمواجهة ومنها القصف بالمسيّرات التي غابت عن المشهد منذ عام 2005.