أدانت الأمم المتحدة، الإثنين، مقتل وإصابة 97 مدنيًا في هجوم على مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور السودانية، السبت الماضي.
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشئون الإنسانية بالسودان كليمنت نكويتا سلامي، إن "تقارير أفادت بمقتل وإصابة ما لا يقل عن 97 مدنيًا في هجوم على مستشفى ومناطق سكنية وسوق للماشية في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور في 27 يوليو/ تموز" الجاري.
هجمات "مروعة للمدنيين"
ووصفت سلامي تلك الهجمات بأنها "مروعة للمدنيين" وأن "البنية الأساسية المدنية مثل المستشفيات والأسواق، لا ينبغي أن تكون هدفًا أبدًا".
وأكدت أن "الأمم المتحدة في السودان تدين بشدة هذه الهجمات العشوائية"، وفق البيان.
ومنذ 10 مايو/ أيار الماضي، تشهد الفاشر اشتباكات بين الجيش السوداني والدعم السريع، رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لكل ولايات دارفور (غرب).
وأشار البيان إلى أن حادثة الفاشر "فاجأت العديد من المدنيين، حيث شهدت المدينة هدوءًا نسبيًا لأسبوعين تقريبًا، ما مكن الأسواق من إعادة فتح أبوابها واستئناف العديد من الأسر لكسب عيشها".
وشدّدت المنسقة الأممية على أن "استئناف سبل العيش والأنشطة الاقتصادية الأخرى، والوصول الإنساني دون عوائق، وزيادة التمويل الإنساني أمر بالغ الأهمية للسودان لتجنب التهديد الوشيك بالمجاعة".
وكانت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، وهي العاصمة الدارفورية الوحيدة التي تخرج عن سيطرة قوات الدعم السريع، قد أفادت اليوم الإثنين بأن "ميليشيات الدعم السريع قتلت خلال ثلاثة أيام فقط وسط المواطنين في مدينة الفاشر أكثر من 43 طفلًا و13 امرأة و9 رجال".
وأضاف البيان أن "أكثر من 70 راجمة في يوم واحد ترجم بها ميليشيات الجنجويد المستشفيات ومنازل المواطنين والجوامع والأسواق".
وفي هذا الصدد، كتب حاكم إقليم دارفور مني مناوي عبر حسابه على موقع إكس اليوم الإثنين: "اليوم من أكثر الأيام دموية في الفاشر على تجمعات مدنية في الجوامع والمستشفيات وخاصة المستشفى السعودي".
وأضاف قائلًا، بأن قوات الدعم السريع جلبت "منظومة صاروخية قبل يومين عن طريق الجنينة (عاصمة غرب دارفور) .. صمت المجتمع الدولي يعتبر فضيحة".
ووفقًا لحصيلة نشرتها منظمة أطباء بلا حدود في 24 يونيو/حزيران الفائت، أسفرت المعارك في الفاشر حتى ذلك التاريخ عن مقتل 260 شخصًا.
"أسوأ مستويات انعدام الأمن الغذائي"
وأمام ذلك، شدّدت المنسقة الأممية على أن السودان يواجه "أسوأ مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد في تاريخه"، حيث يعاني أكثر من نصف السكان، 25.6 مليون شخص، من الجوع الحاد".
وذكر البيان أن أكثر من 18 ألفًا و800 شخص قتلوا، وجرح أكثر من 33 ألفا آخرون منذ اندلاع القتال في أبريل/ نيسان 2023.
والسبت، قالت لجان مقاومة الفاشر (متطوعون) في بيان: "حتى الآن 97 حالة، ما بين مصاب وقتيل، وسط المواطنين بالفاشر بسبب قذائف الدعم السريع، طالت السوق الكبير وسوق المواشي والمستشفيات ومنازل مواطنين".
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 يخوض الجيش والدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) حربًا خلّفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى وملايين النازحين واللاجئين، وفق الأمم المتحدة.
وتزايدت دعوات أممية ودولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت؛ جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية من أصل 18 في البلاد.